يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا ويفرض تحدياتٍ للعاملين من جميع الأعمار والخلفيات. ومن أحد المجالات المثيرة للاهتمام هو الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي ينشئ محتوى جديدًا بناءً على البيانات الموجودة والمُدخلات التي يقدمها المستخدم. ويتضمن ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالنصوص (شات جي بي تي "Chat GPT من شركة Open AI)، والخاص بالصور (Stable Diffusion من شركة Stability AI)، والخاص بالموسيقى (Music LM من شركة جوجل)، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالأكواد البرمجية (Copilot من شركة GitHub).
وللذكاء الاصطناعي التوليدي استخدامات كثيرة ومتنوعة في الصناعات والمجالات، ومنها الفن، والكتابة، وتطوير البرمجيات، وتصميم المنتجات، والرعاية الصحية، والتمويل، والألعاب، والتسويق، والموضة والأزياء. ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لتشغيل الشباب؟ وكيف يمكن للشباب الاستفادة من هذه التكنولوجيا الناشئة والاستعداد لمستقبل العمل؟
إمكانية زيادة فرص العمل للشباب
3 طرق يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي من خلالها تعزيز تشغيل الشباب:
- توفير فرص عمل وإيجاد مسارات مهنية جديدة للشباب. نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح أكثر سهولة واستخدامًا على نطاق واسع، سيكون هناك طلب متزايد على الخبراء المهنيين الذين يمكنهم تصميم أنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطويرها وتدريبها واختبارها ونشرها وصيانتها. ومن ثم، سيصبح طرح الأسئلة الصحيحة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي و"هندسة الأوامر" من المهارات بالغة الأهمية. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك أدوار جديدة لصانعي المحتوى والمشرفين والمحررين والمراجعين والمدققين الذين يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج محتوى أصلي وعالي الجودة.
- زيادة إنتاجية العمال الشباب. يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يفيد الشباب من خلال الإبداع والعمل على نطاق واسع، مما يمكنهم من إنتاج محتوى مبتكر يناسب احتياجات محددة، بالإضافة إلى دفع عجلة الابتكار. وعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يساعد الكتّاب في إنشاء الخطوط العريضة أو المسودات أو الملخصات لمقالاتهم أو قصصهم؛ وأن يساعد المطورين في إنشاء أجزاء أو قوالب من الأكواد البرمجية لمشاريعهم البرمجية؛ كما يساعد المصممين في تطوير نماذج تجريبية أو نماذج نمطية تعطي التصور المطلوب عن منتجاتهم. ومن خلال تقديم الاقتراحات والبدائل، يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي زيادة القدرة الإبداعية البشرية ومساعدة المستخدمين على إنشاء النصوص والصور ومقاطع الفيديو بسهولة باستخدام أفكارهم الجديدة.
- تدعيم أشكال جديدة من التعلم والتعليم للشباب. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إتاحة تجارب تعليمية ذات طابع شخصي وتكيفية بناءً على تفضيلات المتعلم وأهدافه واهتماماته وقدراته. ويمكن أن تشمل منافع التعلم ذات الطابع الشخصي إمكانية زيادة مشاركة الطلاب، وتحسين النواتج الأكاديمية، فضلاً عن انخفاض معدلات التسرب من التعليم. كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي في توفير بيئات تعليمية تفاعلية غنية بالخبرات والتجارب مثل محاكاة الواقع الافتراضي، والاختبارات بطريقة الألعاب، وبرامج بوت الدردشة التي تحاكي المعلمين التي تساعد على مشاركة المتلقي وتحفيزه. ويمكن لهذه البيئات أن تساعد المتعلمين على تطوير مهارات مثل حل المشكلات والإبداع والتعاون.
والذكاء الاصطناعي التوليدي يتمتع بإمكانات هائلة لإنشاء محتوى عالي الجودة وتحسين المجالات المختلفة، لكنه يفرض أيضًا تحدياتٍ كبيرةً يجب التصدي لها ومعالجتها . ففي الوقت الذي سيؤدي فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى توفير العديد من الفرص الجديدة، ستتوقف بعض الوظائف، وخاصة تلك التي تستلزم مهارات لإنجاز مهام متكررة. وسيتعين على المؤسسات ضمان جودة المحتوى الذي يتم إنشاؤه، وضمان مصداقيته وتحمل المسؤولية عنه، بالإضافة إلى منع واكتشاف سوء الاستخدام وإساءة الاستخدام. كما سيكون لزامًا على برامج بناء المهارات أن تركِّز على تطوير مهارات مثل الإبداع والذكاء الوجداني ومهارات التعامل مع الآخرين، والتي ستتزايد أهميتها في المستقبل. والمهم أن نلاحظ أن 2.6 مليار شخص سيظلون غير متصلين بالإنترنت في عام 2023. ومن ثم، ستحتاج البلدان إلى الموارد اللازمة لضمان تمتع الجميع بالقدرة على الربط بخدمات الإنترنت واكتسابهم المهارات الرقمية وحصولهم على الكهرباء، وعلى هذه البلدان أيضًا أن تضمن ألا تؤدي الفجوة الرقمية إلى تفاقم عدم المساواة في إمكانية الحصول على هذه الأنواع الجديدة من الوظائف.
قمة لدراسة عالم العمل سريع التغير
تعمل التطورات الأخيرة في التكنولوجيا الرقمية على إحداث تحول جذري في عالم العمل. وحتى يتسنى تجهيز الشباب للتكيف والازدهار في هذا المشهد سريع التغير، يجب أن تكون برامج تشغيل الشباب مرنة ومبتكرة. يقوم تحالف حلول تشغيل الشباب (S4YE)، وهو التحالف الرائد المعني بتشغيل الشباب التابع للبنك الدولي والذي يضم أصحاب مصلحة متعددين، بتنظيم الحلول العملية المبتكرة والاستفادة منها، وهو ما يأتي في صميم المهمة المكلف بها التحالف.
ولذلك، ينظم الفريق قمة لتبادل الابتكارات والشركاء لمدة يومين في الفترة من 7 إلى 8 نوفمبر/تشرين الثاني. ولهذه القمة 3 أهداف، هي:
- مناقشة ما تعنيه التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي بالنسبة لتشغيل الشباب
- تسليط الضوء على بعض الحلول المبتكرة لتشغيل الشباب والتي يقودها شركاء "تحالف حلول تشغيل الشباب"
- الإشادة بالشباب باعتبارهم مبتكري الحلول لتحديات التنمية
وخلال 12 جلسة يشارك فيها أكثر من 45 متحدثًا، ستتضمن القمة كلمة رئيسية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيره على الوظائف، وجلسة عامة مع قادة ورواد التكنولوجيا، وممولي المشاريع وواضعي السياسات، وسلسلة من الجلسات التنويرية والتثقيفية حول الابتكارات الآخذة في التطور في مجال تشغيل الشباب وجلسة لسرد قصص النجاح (pecha kucha) (استخدام الحديث مع شرائح العرض) مع القادة الشباب.
وسنتعمق أيضًا في القطاع الإبداعي ونتحدث مع الشباب من الموسيقيين وصانعي الأفلام والفنانين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتنمية أعمالهم الفنية. وستشمل موضوعات المناقشة وعود وآمال العمل الحر المؤقت عبر الإنترنت، وتصميم أنظمة الحماية الاجتماعية للعمال غير الرسميين، والوظائف الرقمية لشباب الريف واللاجئين، والحلول الجديدة في مجال وظائف الزراعة والقطاع الصحي، وزيادة حصول المرأة على الوظائف غير التقليدية، وكيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير طبيعة الوظائف في القطاع الإبداعي والمزيد غير ذلك.
وهذه القمة مفتوحة للجميع! ويسعدنا انضمامكم إلينا في الفترة من 7 إلى 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من الساعة 9:00 صباحًا حتى 1:00 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة. للتسجيل في القمة يُرجى زيارة هذا الرابط. نتطلع إلى رؤيتكم في القمة!
انضم إلى النقاش