مثلت سلاسل القيمة العالمية ما يقرب من نصف جميع التجارة الدولية بحلول نهاية عام 2019. وقد جعلت سلاسل الإمداد العالمية هذه في السنوات الثلاثين الماضية من الممكن تحقيق تقارب اقتصادي ملحوظ وغير مسبوق، حيث شهدت البلدان الفقيرة نمواً سريعاً وبدأت في اللحاق بالبلدان الأغنى. بيد أنه على مدى السنوات العشر الأخيرة، أصيبت معدلات نمو التجارة بحالة من الركود، وتوقف توسع سلاسل الإمداد العالمية.
ومن ثمن كيف يمكننا تعزيز سلاسل القيمة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وإتاحة فرص عمل أفضل والحد من الفقر؟ وكيف يمكن للبلدان أن تعمل معاً لضمان تقاسم فوائد سلاسل القيمة العالمية وتعزيز استدامتها؟ هذه الأسئلة وغيرها ستتم الإجابة عليها في الدورة المكثفة المفتوحة الجديدة عبر الإنترنت (MOOC) التي تنظمها مجموعة البنك الدولي تحت عنوان: "التجارة من أجل التنمية في عصر سلاسل القيمة العالمية". تقدم الدورة من خلال مجمَّع التعلُّم المفتوح عبر الإنترنت التابع لمجموعة البنك على منصة إدكس Edx التعليمية مفتوحة المصدر، وستمنح المتعلمين فرصة فريدة للتعلم من خبراء عالميين.
تلقي هذه الدورة المجانية (MOOC) نظرة ثاقبة على تأثير سلاسل القيمة العالمية على مجموعة متنوعة من قضايا التنمية والمخاطر الناشئة المحتملة على سلاسل القيمة العالمية، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا. وقد تلقت الدورة دعما قويا من حكومة جمهورية كوريا، وهي الدورة الوحيدة على الإنترنت التي تتناول هذا الموضوع استنادا إلى مطبوعة مجموعة البنك الدولي الرئيسية المعنونة "تقرير عن التنمية في العالم لعام 2020".
لماذا تشكل سلاسل القيمة العالمية تهديدات كبيرة ومحتملة
إن العقد الماضي لم يشهد ما شهدته التسعينيات من أحداث ذات أثر تحوّلي - من حيث دمج الصين وأوروبا الشرقية في الاقتصاد العالمي وإبرام اتفاقيات تجارية رئيسية مثل جولة أوروغواي واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). وبعد عام 1990، بدأت الأجزاء والمكونات تعبر العالم في خطوط متقاطعة حيث تسعى الشركات إلى تحقيق الوفورات أينما وجدت. وارتفعت مستويات الإنتاجية والدخل في البلدان التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من سلاسل القيمة العالمية وهي بنغلاديش والصين وفييتنام، وغيرها. ونتيجة لذلك، حدث أكبر تراجع في معدلات الفقر بتلك البلدان.
إلا أن بقاء التجارة محركا للرخاء في المستقبل لم يعد من الممكن اعتباره أمرا مسلما به. فهناك تهديدات متزايدة للنموذج الناجح للنمو كثيف العمالة الذي تقوده التجارة. أولاً، قد يؤدي وصول التقنيات الموفرة للعمالة كالأتمتة والطباعة ثلاثية الأبعاد إلى وضع منشآت الإنتاج بالقرب من الأسواق وخفض الطلب على العمالة محليا وخارجيا. ثانياً، يمكن أن يؤدي الصراع التجاري بين البلدان الكبيرة - الذي تفاقم بسبب جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم والمخاوف المتعلقة بتوجه البلدان نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي - إلى تقليص سلاسل القيمة العالمية أو إعادة تشكيلها.
مستوى مشاركة البلدان في سلاسل القيمة العالمية (2015)
8 سمات رائعة للدورة
- 12 محادثة فيديو لمؤلفي مطبوعة "تقرير عن التنمية في العالم 2020" وخبراء آخرين مشهورين.
- ترجمة للتعليقات التوضيحية والنصوص على الفيديو بست لغات أخرى: الفرنسية والإسبانية والصينية والعربية والروسية والبرتغالية.
- تكليفات للمتعلمين بكتابة مقالات رأي تمزج بين المفاهيم الرئيسية التي تعلموها والتطبيقات العملية في سياقاتهم الخاصة واستعراضها من قبل نظرائهم.
- (مشروع) مقطع رقمي نهائي لتلخيص الدروس الرئيسية من الدورة.
- مناقشات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، تمكن المتعلمين من التواصل وتبادل الموارد.
- لقاءات عبر Live YouTube Hangouts مع خبراء دوليين يشاركون في جلسات سؤال وجواب مع المتعلمين.
- مكتبة من مواد القراءة والتدريبات الاختيارية لأولئك الذين يختارون "مسار أخصائيي التنمية"، الذي يوفر المزيد من المعلومات التقنية.
- برنامج "تقدير المشاركين" للإشادة بالمتعلمين الذين يقومون بمهام إضافية لنيل لقب "بطل الدورة".
ما الذي تقدمه دورة سلاسل القيمة العالمية التدريبية للمتعلمين من مختلف أنحاء العالم
تقوم الدورة الدراسية المفتوحة والموسعة على الإنترنت بتحليل كيف يمكن لسلاسل القيمة العالمية أن تواصل تعزيز النمو، وإتاحة فرص عمل أفضل، والحد من الفقر ، شريطة أن تجري البلدان النامية إصلاحات أعمق وأن تتّبع الاقتصادات المتقدمة سياسات مفتوحة يمكن التنبؤ بها. ويناقش الخبراء كيف يمكن للسياسات الوطنية أن تنعش نمو التجارة، وتضمن تحوّل سلاسل القيمة العالمية إلى قوة للتنمية بدلاً من التباعد والاختلاف بين البلدان. وأخيرا، فإنها تحدد أوجه القصور في نظام التجارة الدولية الذي أذكى الخلافات فيما بين البلدان، وتستعرض الطرق المتاحة لحلها من خلال تعاون دولي أكبر.
ومن المرجح أن تكون التطورات التكنولوجية نعمة، أكثر منها نقمة، على التجارة وسلاسل القيمة العالمية. ويناقش الخبراء كيف يمكن، في حال قيام جميع البلدان بتعزيز الحماية الاجتماعية والبيئية، تقاسم منافع المشاركة في سلاسل القيمة العالمية وتعزيزها على نطاق واسع.
وسيقوم المشاركون بما يلي:
- التعلم من الخبراء والممارسين العالميين والتفاعل معهم.
- التعاون مع آلاف من خبراء التنمية والسياسات.
- بناء شبكة من ممارسي التنمية في العالم.
- التمتع بخيار الحصول على شهادة منصة إدكس edX التعليمية التي تمنحها مجموعة البنك الدولي.
- دور الدورة المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت في بناء القدرات العالمية
دور الدورة المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت في بناء القدرات العالمية
لقد سعى برنامج مجموعة البنك الدولي للتعليم المفتوح منذ بدايته في عام 2015 إلى أن يصبح أحد المرجعيات الدولية في:
- التعليم الإنمائي الدولي لزيادة فعالية التنمية وتقاسم المعرفة بشأن التنمية بطرق مرنة وسهلة المنال.
- زيادة الوعي بالتحديات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية التي تواجه التنمية، والنهج والبرامج التي تعكف مجموعة البنك الدولي وشركاؤها على وضعها للتصدي لها.
- إنشاء برامج على الإنترنت لتبادل المعارف والتعبئة من أجل حشد الأطراف الفاعلة من القطاعين العام والخاص على المستوى العالمي والوطني والمحلي بغية حفز التمويل والاستثمار والمعارف الفنية دعما لهدفي مجموعة البنك الدولي ولأهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تجسد الدورة المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت قوة وإمكانات المشاركة عبر الإنترنت وبناء القدرات. وقد استفاد أكثر من 100 ألف متعلم في جميع أنحاء العالم من دورتنا المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت حول مطبوعة تقرير عن التنمية في العالم. وهدفنا هو مواصلة تطوير هذا البرنامج من خلال إتاحة الوصول المجاني إلى المعرفة العالمية حول مواضيع وتحديات التنمية الأكثر إلحاحًا. ونأمل أن تنضموا إلينا في استكشافها. كما نشجعكم على الاشتراك في النسخة الذاتية من الدورة المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت لمطبوعة تقرير عن التنمية العالمية لعام 2019 "مستقبل العمل: الاستعداد للتكنولوجيا الهدّامة".
انضم إلى النقاش