نشر في أصوات

غذاء آمن للفكر من أجل موسم العطلات

الصفحة متوفرة باللغة:

غذاء آمن للفكر من أجل موسم العطلات مع الاستعداد لموسم العطلات، سيكتب الكثير عن كيفية قيامنا، نحن المستهلكين، بإعداد غذاء آمن لضمان أن يتذكر أصدقاؤنا وأسرنا تناول وجبة رائعة أثناء موسم العطلات وليس الغذاء المسمم الذي تسبب في وضع أحد أحبائنا في غرفة العناية المركزة.

لكن كثيرا ما يذهلني أن تهديدات رئيسية أخرى لسلامة الطعام – تكمن بعيدة عن الرصد في المزارع والمصانع وغير ذلك من النقاط على طول سلسلة توريد الطعام – لا تشكل جزءا من النقاش إلى أن تظهر أطعمة ملوثة في محال البقالة وفي أطباق الطعام، ليمرض بسببها الملايين بل ويتعرضون للموت.

وكما تظهر في العناوين الرئيسية في أنحاء العالم – سلاطة معبأة في الولايات المتحدة، البراعم في ألمانيا، الألبان وغذاء الرضع في الصين – فإن سلامة الطعام قضية خطيرة تؤثر علينا جميعا، أفرادا وأمما وشركات. ولا يوجد بلد محصّن، ومع زيادة التكامل في سلاسل قيمة الأغذية الزراعية في العالم، يمكن لمخاطر سلامة الطعام التي كانت محصورة في السابق في منطقة جغرافية معينة أن تنتشر الآن في مختلف البلدان والقارات بسهولة.
 

وتعد الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن تلك المخاطر هائلة. ففي الولايات المتحدة وحدها، تقع حوالي 48 مليون إصابة بأمراض مرتبطة بالطعام (E) كل عام، و128 ألف حالة دخول للمستشفيات، و3000 وفاة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ينتشر أكثر من 200 مرض – أكثرها قاتلة – عبر الطعام. فأمراض الإسهال وحدها، التي ترجع في الأساس إلى الأطعمة أو المياه الملوثة، تقتل نحو 1.5 مليون طفل (E) كل عام.

ويحتاج المجتمع الدولي إلى تدعيم قدرات سلامة الطعام في البلدان النامية والمتوسطة الدخل لضمان الصحة العامة، مع تشجيع الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية. وفي الوقت ذاته، فإن الوفاء بالمعايير الدولية أو الصناعية يخلق تحديات وفرصا للأسر الفقيرة وشركات التصنيع الزراعي التي تتنافس في هذه الأسواق المتنامية.

لكن ما هو أفضل طريق للمضي قدما في ضوء أن الأنظمة العامة والخاصة التي تستهدف تحسين سلامة الطعام وضمان مرونة إمدادات الأغذية تعاني نقصا شديدا في الموارد في كثير من البلدان وأن الأطراف الرئيسية في سلسلة الطعام من الإنتاج إلى الاستهلاك تفتقر إلى الفهم والمعارف والدوافع لمعالجة مخاطر سلامة الطعام؟

والخبر السار هو أن الشراكة العالمية من أجل سلام الطعام تعمل بنشاط الآن لتحسين سلامة الطعام في سلاسل الصناعات الغذائية عبر بناء القدرات. وتبني الشراكة على منتدى التعاون لسلامة الطعام التابع للشراكة، والذي يتصدى لتحديين مزدوجين هما تسهيل تجارة الأغذية والمنتجات الغذائية وتحسين الصحة العامة في المنطقة.

إن مشكلة سلامة الطعام هي مشكلة معقدة لا يمكن أن يحلها قطاع واحد أو منظمة واحدة. وهذا هو سبب ما قامت به الشراكة من تجميع القطاعين العام والخاص لسد الفجوات وأوجه الضعف في سلامة الطعام في سلاسل الطعام العالمية بتحسين الكفاءة والقدرات والبروتوكولات وأنظمة الإدارة المستندة للمخاطر واللوائح التنظيمية. ومن المتوقع أن تخفض هذه التحسينات من المخاطر المحمولة في الطعام وزيادة مشاركة المزارعين والمنتجين في سلاسل توريد الأغذية العالمية العالية القيمة والحد من الفقر وتحسين الأمن الغذائي.

إن الشراكات بين القطاعين العام والخاص مثل هذه الشراكة، التي تجمع بين كبار القيادات الحكومية والقطاع الخاص وقطاع المعارف، هي موجة المستقبل. وفيما يتعلق بالتمويل والمعارف، تحين أمامنا أفضل فرصة لتحقيق تقدم في مجال سلامة الطعام والأمن الغذائي والنمو الشامل المراعي للبيئة إذا خلقنا التضافر واستفدنا من الميزة النسبية.

وبفضل التمويل المبكر من مؤسسة ووترز وشركة مارس والولايات المتحدة فإننا سنبدأ بداية طيبة. ويساعدنا على المضي قدما مانحون وشركاء مثل هولندا والدنمرك وكندا وكذلك منظمات مثل منظمة الصناعات الغذائية آسيا ورابطة منتجي البقالة. وقد دربنا 180 ممثلا (E) من هذا القطاع والأكاديميين والحكومة في الصين وفييتنام وماليزيا على كيفية إنتاج طعام أكثر سلامة عن طريق منع المخاطر البيولوجية والكيماوية والمادية عند الإنتاج. وعلمنا أيضا 45 ممارسا في إندونيسيا ممارسات سلامة الطعام في الزراعة المائية. وتترجم أدلتنا التدريبية إلى لغة الماندارين واللغة الفييتنامية والتركية والروسية كي يتسنى الاستفادة منها على نطاق أوسع.

لكن هذه هي مجرد البداية. والواقع هو أننا سنحتاج موارد أكبر كثيرا ومشاركة أوسع في هذا السعي لتحقيق إمكانياته الحقيقة. وبالعمل معا، يمكننا أن نفعل الكثير لبناء مستقبل أكثر صحة عبر تحسين سلامة الطعام.

ونحتاج الآن إلى نشر هذه الرسالة.


بقلم

يورجن فوجيل

نائب الرئيس للتنمية المستدامة في البنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000