لغابات أفريقيا وأراضيها وأنظمتها البيئية مساهمات عديدة في التنمية. فهي تساهم مباشرة في رفاهة الفقراء وأمنهم الغذائي. ووفقا لخطة عمل البنك الدولي بشأن الغابات، فإن تأثير الغابات على الفقر هو الأعظم في أفريقيا ، حيث يؤدي الدخل المرتبط بالغابات إلى انتشال نحو 11% من الأسر الريفية من براثن الفقر المدقع. كما تقدم الغابات المواد الخام المهمة والمطلوبة لتنمية الاقتصاد، وتوفر الموئل الطبيعية للحياة الحيوانية والنباتية الثرية، وتضبط المنظومة المائية، وتمتص الكربون.
غير أن هذا المورد الطبيعي الثري يتعرض لضغوط وتهديدات هائلة بسبب تنامي الطلب على الأراضي من أجل الحصول على المحاصيل والأخشاب وأخشاب الوقود والفحم. وتؤدي هذه المطالب، المقترنة بضعف الإدارة العامة والحيازات غير الآمنة، وتدني الممارسات الإدارية وحوافزها، فضلا عن جرائم الغابات والفساد المتصل بها، إلى استنزاف الأصول الطبيعية للغابات في أفريقيا. كما أن تغير المناخ يمثل تحديا أساسيا آخر للغابات وللبشر الذين يعتمدون عليها. إنها دائرة مفرغة؛ فتردي أحوال الغابات يؤدي إلى توليد الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري الذي يؤدي بدوره إلى تغير المناخ وزيادة موجات الجفاف والفيضانات وإنهاك المنظومات البيئية الهشة والمجتمعات المحلية الفقيرة. لا شك أن ضخامة الخسائر التي تعاني من الغابات مذهلة بالفعل. وتذهب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى أن أفريقيا شهدت في الفترة بين عامي 2010 إلى 2016 أعلى معدل من صافي الخسائر السنوية للغابات، إذ فقدت 2.8 مليون هكتار سنويا خلال هذه الفترة، وهو ما يعادل مساحة غينيا بيساو، أو مساحة بلجيكا تقريبا.
وهذه أرقام صارخة. إلا أن القصة تزداد إثارة عندما يرويها المتضررون، ومن يعتمدون على الغابات، ومن يعانون عندما تتعلق حياتهم للدمار لأن فقدان الغابات يهدد مصادر كسب أرزاقهم وأمنهم الغذائي. فهم يرون الغابات والأراضي التي أمضوا فيها طفولتهم تختفي، ولا يستطيعون أن يعيدوها من جديد، اللهم إلا في قصصهم التي يروونها لأطفالهم وأحفادهم.
ورغم أن إزالة الغابات وتدهورها قد حظيت بتركيز عالمي متزايد في مؤتمرات المناخ، فإن أصوات الذين تعرضوا للتهميش نتيجة تدهور الغابات لا تسمع بالقدر الكافي.
تولى فريق البيئة والموارد الطبيعية الأفريقية لدى البنك الدولي رعاية سلسلة من القصص المصورة لإضفاء الوجه الإنساني على إزالة الغابات وزيادة الوعي بفرص كسب الرزق في مجتمعات الغابات. لقد أردنا أن نذهب إلى ما وراء المعالم البيروقراطية والمبالغ المقومة بالدولار، لنتواصل مع من يعيشون على الأرض لكي نعلم بشكل مباشر ما هي توقعات المجتمعات المحلية للاستفادة من الإدارة الجيدة للغابات والمبالغ التي تدفع من أجل الحد من إزالة الغابات وتدهورها في إطار المبادرة المعززة والتي تقدم نظاما من الحوافز المالية من أجل الإدارة الأكثر استدامة للغابات.
وإدراكا لأهمية الغابات للاقتصاد والمناخ، فإن هذه المبادرات من شأنها إتاحة الفرص لتحسين الإدارة العامة، وإعادة ضبط الحوافز، وتحسين شفافية القرارات المتعلقة باستخدام الأراضي، وزيادة الإنصاف في تقاسم المنافع.
وتعرض مقاطع الفيديو، التي أنتجت بالاشتراك مع نظرائنا في البلدان المعنية ومجتمعات الغابات، أراء الجميع في التحولات التي تحدث على الأرض من خلال المبادرة المعززة. فهي تحكي قصة التصورات الفردية والمجتمعية للمبادرة المعززة ولجهود تحسين الغابات في البلدان الأفريقية المختارة. وتصور هذه القصص التحديات التي تواجههم والنجاحات التي يحققونها والآمال التي تراودهم عن المستقبل.
لقد عملنا مع طائفة كبيرة من مواقع المشاريع، والمجتمعات المشاركة، وركزنا على الأنشطة التي تحد من دوافع إزالة الغابات - ووجدنا أن هناك حماسا كبيرا من أجل مستقبل مشرق. وتركز مقاطع الفيديو هذه على سبل كسب الرزق بالغابات في عدد مختار من البلدان التي تتميز بأنشطة ديناميكية في الحراجة في إطار المبادرة المعززة، ومنها بوركينا فاصو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو، وغانا، وليبريا، وموزامبيق.
يعرض الفيديو الأول آراء المستفيدين في غانا التي كانت تعاني من ارتفاع معدلات إزالة الغابات. بيد أن غانا استفادت بدرجة كبيرة من التمويل الذي قدمته المبادرة المعززة، وحققت نتائج موثقة في إحداث تحول في سبل كسب الرزق بمجتمعات الغابات. وأدى برنامج الاستثمار في الغابات بغانا إلى إحراز تقدم كبير في إدارة الغابات والأشجار التي يمارسها مزارعو الكاكاو، والمجتمعات والقائمون على حماية الغابات. وأسفرت مختلف الأنشطة مجتمعة عن انخفاض في فقدان الغابات، وشجعت ممارسات الزراعة المستدامة، ومنها زراعة أشجار الكاكاو "الظليلة"، كما طرحت بدائل دائمة.
يجيب الفيديو أعلاه، شأنه شأن العديد من الفيديوهات التي ستعرض لاحقا، على هذه التساؤلات: ما هي أهمية الغابات بالنسبة لنا؟ ولماذا يعملون جاهدين من أجل الحفاظ عليها؟ وما هي الآثار التي يتوقعون أن تنعكس على حياتهم وعلى موارد كسب رزقهم؟ وما هي التغيرات التي شهدوها؟
هذه هي حكاياتهم.
أُعدت مقاطع الفيديو هذه بدعم من صندوق البيئة العالمية، وصندوق الشراكة المعني بخفض انبعاثات الكربون في مناطق الغابات، وبرنامج الاستثمار في الغابات، وصندوق الكربون الحيوي، وصندوق الكربون البيولوجي، وأنتجها مركز التحالفات من أجل التنمية تحت إشراف حكومة غانا والبنك الدولي.
انضم إلى النقاش