نشر في أصوات

توفير أدوات تيسير القراءة لجميع الأطفال

الصفحة متوفرة باللغة:
طفل يقرأ في كتاب حقوق الطبع والنشر: كونور أشيلغ/البنك الدولي

مع أن القراءة هي بوابة التعلم، إلا أن الكثير من الأطفال يكبرون دون حصولهم على فرصةٍ لتطوير مهارات التعلم الأساسية التي يحتاجون إليها. ولا يتمكن سبعة من كل عشرة أطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من قراءة نص بسيط وفهمه وهم في سن العاشرة (وهي الحالة التي نطلق عليها فقر التعلم). وبإمكاننا، بل يجب علينا، أن نتحرك، وهل هناك مناسبة أفضل لهذا التحرك من اليوم العالمي لمحو الأمية؟

واحتفالاً باليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام، نريد تسليط الضوء على مجموعة مختارة من أدوات البنك الدولي التي يمكن استخدامها لتوسيع فرص الأطفال في القراءة. وهذه الأدوات العملية متاحة مجاناً على شبكة الإنترنت، ويمكن تكييفها بسهولة لتناسب احتياجات الأطفال والسياقات المختلفة. وتنقسم هذه الأدوات إلى ثلاث فئات هي: مواد التدريس والتعلم، وشراء الكتب وتوزيعها، ومشاركة الوالدين ومقدمي خدمات الرعاية.

 

مواد التدريس والتعلم

يُعتبر تعلم القراءة عمليةً معقدة تتطلب الدعمَ في المنزل، والتعليم في المدرسة، بالإضافة إلى توفير فرص ممارستها في أي مكان. ولكي يصبح الأطفال من القراء، فهم بحاجة إلى الدعم والتشجيع من جانب الوالدين ومقدمي خدمات الرعاية، وتوفير الكثير من الكتب ذات الموضوعات المتنوعة، بالإضافة إلى تعليمهم أصول القراءة والكتابة على نحو فعال باللغات التي يتحدثونها ويفهمونها في المدرسة.

مشاركة مقدمي خدمات الرعاية والوالدين

يبدأ الأطفال في تعلم القراءة بمنازلهم قبل وقت طويل من التحاقهم بالمدارس. فأولياء الأمور والمحيط الاجتماعي هم أول مُعلم للأطفال، كما تُعد الأنشطة المختلفة مثل التحدث إليهم، ورواية القصص والأناشيد موزونة النغمات، وطرح الأسئلة عليهم، والقراءة لهم هي اللبنات الأساسية لتطوير لغة الأطفال.

  • تُعد حزمة مشاركة الوالدين ومقدمي خدمات الرعاية مجموعة شاملة وقابلة للتكيف من المواد التي يمكن استخدامها لدعم وتشجيع مشاركة الوالدين في أنشطة القراءة، بصرف النظر عن مستويات إلمامهم بمهارات القراءة والكتابة. ويتوفر محتوى هذه الحزمة في مجموعة من التنسيقات المختلفة، مثل الرسوم المتحركة وموارد البث الإذاعي ومقاطع الفيديو التوضيحية.
     

شراء الكتب وتوزيعها

يُعد شراء الكتب وتوزيعها بكفاءة وبأسعار معقولة وبصورة منتظمة أمراً ضرورياً إذا أردنا إتاحةَ الكتبِ لجميع الأطفال. 

  • يتم الحصول على الكتب المدرسية والأدلة الإرشادية للمعلمين وكتب ممارسة القراءة من ناحية أنظمة التعليم الرسمية بواسطة الأجهزة المختصة بعمليات الشراء الدولية أو الوطنية. وتوفر شبكة موارد التعلم المبكر إرشادات وأدوات شاملة لإجراء عمليات شراء منخفضة التكلفة وشفافة وفعالة، بما في ذلك الموارد المتعلقة بعمليات ترخيص الاستخدام والتأمين وحقوق النشر.
  • سواء تمثلت مواد التعلم في كتابٍ مدرسي أو دليلٍ لإرشاد المعلم أو كتابٍ لممارسة القراءة، فمن الأهمية بمكان أن تصل مواد التدريس والتعلم إلى وجهتها المقصودة وأن تصل إلى أيدي الأطفال. ويتيح تطبيق التتبع والرصد الخاص بدليل القراءة بالمنزل، والمتاح مجاناً على شبكة موارد التعلم المبكر، للحكومات والشركاء تتبعَ الكتب من نقاط إعدادها وتجهيزها حتى وصولها إلى المدارس والمجتمعات المحلية، مما يسمح لهم بتحديد المشكلات التي قد تعترض طريقهم وحلها.
  • تم تصميم أداة حساب تكلفة الطباعة الخاصة بشبكة موارد التعلم المبكر لتقدير تكاليف طباعة الكتب (بما فيها الكتب المدرسية والأدلة الإرشادية للمعلم وكتب ممارسة القراءة) الخاصة ببرامج تعليم مهارات القراءة والكتابة الأساسية التي تخدم المدارس والأطفال وأسرهم. وتتيح هذه الأداة للحكومات وشركاء التنمية اتخاذَ القرارات اللازمة فيما يتعلق بأنواع وكميات الكتب التي يمكنهم تحمل تكاليفها في حدود المخصصات المالية للطباعة المتاحة لهم.
     

نهج البنك الدولي

يتخذ البنك الدولي نهجاً عملياً وتعاونياً للقضاء على فقر التعلم. ونظراً لأن البنك يعتبر أكبر مصدر للتمويل الخارجي للتعليم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فإنه يقدم مساندته للبلدان عن طريق تزويدها بالموارد الفنية والمالية لضمان إعداد المتعلمين للالتحاق بالمدارس، وحصول المُعلمين على تدريبٍ كافٍ، وحصول الطلاب على مواد التعلم، وتوافر عناصر الأمن والسلامة بالمدارس وشمولها للجميع، فضلاً عن حسن إدارة الأنظمة التعليمية.

وتتناول مبادرة القراءة في المنزل الجوانبَ الرئيسية لهذا التحدي، حيث توفر للأطفال إمكانيةَ الوصول إلى مواد القراءة لبناء مهارات القراءة والكتابة. ويتعاون فريق المبادرة مع الحكومات والشركاء الآخرين في 18 بلداً حتى الآن لتوسيع نطاق الحصول على مواد القراءة والتعلم الجيدة، وزيادة فاعلية تكلفة شراء الكتب وتوزيعها، ومساندة الوالدين ومقدمي خدمات الرعاية من الأسر الأكثر احتياجاً ليقوموا بدورهم بمساندة تعلم أطفالهم.

ويعمل البنك الدولي أيضاً بشكل وثيق مع اليونيسف واليونسكو ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس والشراكة العالمية من أجل التعليم في إطار الائتلاف من أجل التعلم الأساسي للدعوة إلى إتاحة التعلم الأساسي وتقديم الدعم الفني اللازم لضمان تحقيق ذلك. ويتعاون البنك مع هؤلاء الشركاء لتعزيز تأييد برنامج الالتزام بالعمل من أجل التعلم الأساسي، وهو شبكة عالمية من البلدان الملتزمة بخفض النسبة العالمية للأطفال غير القادرين على قراءة نص بسيط وفهمه إلى النصف في سن العاشرة بحلول عام 2030.
 

يُعتبر فقر التعلم أزمة، لكن لا ينبغي لهذه الأزمة أن تكون حُكماً بالإقصاء مدى الحياة. وفي اليوم العالمي لمحو الأمية، دعونا نضمن حصول جميع الأطفال على فرصة للنمو كقراء ومتعلمين.

 


هاليل دوندار

مدير وحدة التعليم والمشاركة العالمية بقطاع الممارسات العالمية للتعليم

مارلا سبيفاك

مهنية شابة بوحدة التعليم والمشاركة العالمية

جيني ألبون

مستشارة بقطاع الممارسات العالمية للتعليم بالبنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000