تحميل تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية عدد يناير كانون الثاني 2018.
انهارت أسعار النفط في 2014-2016 بسبب تنامي الوفرة في المعروض، ولكن هذا الانهيار فشل في تحقيق الدفعة المطلوبة لنمو الاقتصاد العالمي الذي توقعه الكثيرون. ففي هذا الوضع، تراجعت الفائدة من انخفاض أسعار النفط تراجعا ملموسا بسبب ضعف استجابة النشاط الاقتصادي في الأسواق الناشئة الرئيسية المستوردة للنفط، وآثار الانكماش الحاد في استثمارات الطاقة على النشاط الاقتصادي الأمريكي، والركود المفاجئ في البلدان الرئيسية المصدرة للنفط.
أكبر انخفاض في أسعار النفط في التاريخ الحديث
في الفترة بين منتصف عام 2014 وأوائل عام 2016، واجه الاقتصاد العالمي واحدا من أكبر الانخفاضات في أسعار النفط في التاريخ الحديث. وكان انخفاض الأسعار بنسبة 70% خلال تلك الفترة واحدا من أكبر ثلاثة انخفاضات منذ الحرب العالمية الثانية، وهو الأطول منذ انهيارها عام 1986 بسبب العرض.
أسعار النفط الحقيقية
ارتفاع مكاسب الكفاءة في النفط الصخري الأمريكي
لعب الازدهار في إنتاج النفط الصخري الأمريكي دورا هاما في انهيار أسعار النفط من منتصف 2014 إلى أوائل عام 2016. وقد أدت المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة في هذا القطاع إلى خفض أسعار التعادل إلى حد كبير، مما جعل النفط الصخري الأمريكي هو المنتج الفعلي للتكلفة الحدية في سوق النفط العالمية.
متوسط سعر النفط عند رأس البئر
وفرة العرض يعززها ضعف آفاق الطلب
يعزى انخفاض أسعار النفط في البداية من منتصف 2014 إلى أوائل 2015 إلى عوامل العرض، بما في ذلك ازدهار إنتاج النفط الأمريكي، وانحسار المخاوف الجيوسياسية، وتغير سياسات أوبك. ومع ذلك، لعبت آفاق الطلب المتدهورة دورا أيضا، وخاصة من منتصف 2015 إلى أوائل عام 2016. وهذا ما يفسر جزئيا فشل انهيار أسعار النفط في توفير دفعة لاحقة للنشاط الاقتصادي العالمي.
تحليل سعر النفط
نمو مخيب للآمال في البلدان المستوردة للنفط
بدلا من تعزيز النمو العالمي، صاحب انخفاض أسعار النفط ركودا في عامي 2015 و 2016. وأدى البطء الحاد في النشاط الاقتصادي بالبلدان المصدرة للنفط إلى تراجع النشاط الاقتصادي العالمي، بيد أن النمو المخيب للآمال في اقتصاد البلدان المستوردة للنفط، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وبلدان الأسواق الناشئة المصدرة للسلع الأولية غير النفطية، أوضح معظم المفاجآت السلبية في تلك الفترة.
المساهمة في أخطاء التنبؤ بالنمو العالمي
أثر أكثر حدة على بعض البلدان المصدرة للنفط
من بين البلدان المصدرة للسلع الأولية، كان ضبط أوضاع المالية العامة أقل وضوحا وانتعش النشاط الاقتصادي بوتيرة أكثر سرعة في البلدان التي تتمتع بأسعار صرف مرنة ومستويات أعلى من تنويع الصادرات.
التغير في الرصيد الإجمالي للمالية العامة في المجموعات الفرعية لبلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية المصدرة للنفط
الحاجة إلى زيادة تنويع النشاط الاقتصادي في البلدان المصدرة للنفط
على الرغم من أن انخفاض أسعار النفط أدى إلى استجابات كبيرة في مجال السياسات في البلدان المصدرة للنفط، فإنه سيلزم بذل جهود إصلاحية أكثر استدامة بالنظر إلى التوقعات الضعيفة الطويلة الأجل لأسعار النفط. ولا تزال البلدان المصدرة للنفط تتسم بالمستويات الأدنى لتنويع الصادرات بين أي مجموعات أخرى من البلدان.
تركيز الصادرات، 2016
خفض توقعات الأسعار على الأجل الطويل
خُفضت توقعات أسعار النفط على الأجل الطويل خفضا ملموسا على مدى السنوات القليلة الماضية، وتحدّ عوامل عديدة من المخاطر الصعودية على التوقعات. وتشمل هذه العوامل ما يلي: إمكانية تحقيق مزيد من المكاسب في إنتاج النفط الصخري، وتسريع استيعاب تقنيات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وسياسات تدعم الطاقة المتجددة.
توقعات أسعار النفط
آثار انهيار الأسعار
ألقى انهيار أسعار النفط في الفترة 2014 - 2016 بظلال تستمر طويلا على البلدان المصدرة للنفط. فالانخفاض الشديد في الاستثمار والإنتاج يؤدي عموما إلى ضعف نمو الناتج المحتمل على مدى فترات طويلة من الزمن. وتؤكد التوقعات بانخفاض أسعار النفط بشكل ملحوظ عما كان متوقعا على الحاجة الملحة لتطبيق إصلاحات تستعيد النمو واستدامة المالية العامة.
استجابة النمو المحتمل لأحداث الانكماش في بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية
انضم إلى النقاش