نشر في أصوات عربية

تحقيق التنمية في الزمن العصيب

الصفحة متوفرة باللغة:
قابلت هذا الأسبوع في غزة مجموعة من الطلبة الذين يتعلمون مهارات الرسوم المتحركة عن طريق الكمبيوتر في معهد فني نقدم له المساندة.وقابلت أيضا مجموعة من النسوة في قرية صغيرة كان لتمهيد شارع صغير أثره الكبير على قدرتهن على الانتقال والحركة وعلى صحة أطفالهن وحصولهم على التعليم وكذلك، كما شعرت، على إحساسهم بالفخر الحضاري. كل هذه المؤشرات الجيدة على التنمية التي تفكر فيها باستثناء هؤلاء الطلبة بالذات تصب في اقتصاد يتعطل نصف شبابه عن العمل ومع توقعات لا تذكر بالتحسن.

 

إن المناطق التي تتأثر بالصراع تثير تحديات خاصة أمام التنمية.فاحتياجات كل بلد وهشاشاته قد تختلف، فقد تكون عملية إعادة تأهيل هائلة للبنية التحتية أو إعادة توطين حساسة لأعداء سابقين. وقد تكون بعض هذه الاحتياجات عاجلة وقصيرة الأجل كالأحداث التي نراها صورا حية خلال نشرات الأخبار العالمية طوال اليوم والليلة.

لكن الأشياء الأقل إثارة هي العمل المطلوب على الأجل المتوسط والطويل.ومع ذلك فهنا تحديدا يمكن لغياب الأمن أن يؤثر على الاستقرار ويبدأ في التسرب إلى التنمية.ويظهر التاريخ بعض النجاحات:فمنذ عام 2004، تخرج 11 بلدا من وضع الدول الهشة. لكن بحوثنا تظهر لنا أيضا أن كسر دائرة العنف والهشاشة يتطلب التزاما دائما يستمر طويلا بعد أن تختفي الكاميرات. ولا تستطيع أعمال التنمية في الأراضي الفلسطينية حيث قضيت ثلاثة أيام أن تقدم الحل السياسي المنشود منذ زمان طويل والذي تحتاجه المنطقة أشد الاحتياج. لكنها تستطيع أن تفي بالاحتياجات الفورية لأناس يحاصرهم التاريخ.وبنفس القدر من الأهمية تستطيع أن تجهز للمستقبل.

لقد عملنا طوال سنوات مع السلطة الفلسطينية للمساعدة على بناء المؤسسات لدولة مستقبلية - كل هذه الأجزاء الأساسية التي يحتاجها أي مجتمع كي يقوم بوظائفه.وهي تشمل إنشاء نظام مالي، والقدرة على تحصيل الضرائب ودفع رواتب موظفي جهاز الخدمة المدنية، وإنشاء نظام قضائي مستقل، وأنظمة صحية وتعليمية، وهلم جرا.

تحقيق التنمية في الزمن العصيبوانضمت الأراضي الفلسطينية إلى بلدان مثل البوسنة والهرسك، وغينيا، ونيبال، وتيمور الشرقية، من حيث الوفاء الآن بأحد الأهداف الإنمائية للألفية وهو خفض عدد من يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا إلى النصف.ومنذ عام 2005، يعمل البنك الدولي مع السلطة الفلسطينية على إصلاح شبكة الأمان الاجتماعي باستهداف أشد الفلسطينيين فقرا وأكثرهم ضعفا بتحويلات نقدية إلى 97 ألف أسرة.إن دعم الغذاء والوقود نقطة مؤلمة ومكلفة في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يمثل عبئا على خزانة الدولة بما يمثل 5 في المائة أو أكثر من إجمالي الناتج المحلي وكثيرا جدا ما يفشل في الوصول إلى أشد المواطنين فقرا.وعلى النقيض، فإن تكلفة شبكات الأمان الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية لم تتجاوز 0.95 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2010 وذلك بفضل عملية الاستهداف الدقيقة لأشد السكان فقرا فقط، باعتبارهم هم فقط من يستحقون المساعدة.

وفي مجموعة البنك الدولي، نعرف أنه لا يمكن أن ننجح في إنهاء الفقر وتعزيز الرخاء بدون زيادة التركيز على المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات في العالم.فالصراع لا يعرف حدودا وأثره قد يستمر جيلا بعد جيل.ونعرف أيضا أهمية البحث عن حلول إنمائية مصممة لكل وضع: لقد تعلمت الكثير من فريقنا الرائع في الميدان، وهم نظراؤها الفلسطينيون، ومن شركاء التنمية، وشاهدت كيف يحاولون التصدي للقيود اليومية وتحقيق نتائج مهمة.


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000