نشر في أصوات عربية

السرعة والمساندة والاستدامة نظام التعليم في الأردن يتصدى لجائحة كورونا

الصفحة متوفرة باللغة:
????? ???? ?? ?????. طالبة تدرس في البيت.

بسبب جائحة كورونا (كوفيد - 19)، أغلقت المدارس في أكثر من 160 بلداً مما أثر على ما لا يقل عن 1.5 مليار طفل وشاب على مستوى العالم، وعلى ما لا يقل عن 103 ملايين طالب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشير دراسة حديثة (باللغة الإنجليزية) إلى أنه من المتوقع أن يفقد طلاب المدارس الحاليين، على مستوى العالم، ما يقدر بمبلغ 10 تريليون دولار من الدخل الناتج عن العمل على مدار حياتهم العملية.

والأردن من أوائل بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي فرض إجراءات إغلاق صارمة شملت إغلاق جميع المؤسسات التعليمية في وقت مبكر إذ تم ذلك في منتصف مارس/آذار الماضي. وقد استجابت حكومة الأردن بسرعة لعمليات الإغلاق للحد من خسائر التعلم. وتعاونت وزارة التعليم مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ومؤسسات القطاع الخاص، منصات إدراك، وموضوع، وأبواب، وجو أكاديمي، لتطوير منصات شاملة للتعليم عن بعد. وكان من بين هذه المنصات "درسك"، وهي بوابة رسمية للتعلم الإلكتروني تقدم دورات في صورة مقاطع فيديو للصفوف من 1 إلى 12؛ و"المعلمون" وهو برنامج تدريبي مدته 90 ساعة؛ فضلا عن تحويل قناة التلفزيون الرياضية في الأردن لتصبح قناة تعليمية. ولذا، فان الإجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة للاستجابة للاحتياجات التعليمية وتقديم حلول التعلم الرقمية المتقدمة من شانها أن تعمل على تحقيق التعافي والانتعاش اسرع.

ودعما لهذا الزخم والحفاظ عليه، يقدم البنك الدولي المساعدة الفنية والتمويل لمساعدة للحكومة الأردنية في مجال التحول الرقمي من خلال التمويل والتنسيق بين أصحاب المصلحة وتقديم المشورة الفنية بصورة آنية.  وقد أعطى البنك الدولي أولوية للاستجابة السريعة لجهود قطاع التعليم للتصدي لجائحة كورونا بما يتسق مع خطة البنك الدولي بشأن تلبية احتياجات التعليم على مستوى العالم (باللغة الإنجليزية) وهي الخطة التي يتحدد على أساسها مساهمات البنك الدولي خلال مراحل التعافي، التكيف والاستمرارية وأخيرا التحسين والتعزيز.

ويساند البنك الدولي الأردن حاليًا في مرحلة ما يعرف ب"التكيف" من خلال التركيز على أنشطة الاستجابة السريعة. ومن خلال مبادرة "الارتقاء بالمهارات في بلدان المشرق"، قام فريق عمل البنك الدولي بدور غاية في الأهمية في تنظيم الاجتماعات مع الشركاء الدوليين والمحليين لتحفيز التقدم الذي يتم تحقيقه في بناء المهارات الرقمية من خلال التعلم عن بعد. وتعد منصة إدراك واحدة من المؤسسات الرئيسية التي كلفتها الحكومة بدمج علوم الحاسوب وموارد المهارات الرقمية في البوابة الإلكترونية "درسك". وتساند أنشطة مبادرة "الارتقاء بالمهارات في بلدان المشرق" أنشطة تعريب مصادر تعلم علوم الحاسوب المعترف بها دوليًا، على سبيل المثال المصادر التي طورتها مؤسسة كود دوت أورغ (Code.org) ويشمل ذلك أنشطة الترجمة والدبلجة وتسجيلات الفيديو.

وفي هذا السياق، قالت شيرين يعقوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إدراك (Edraak.org) "عندما يتعلق الأمر بالتصدي للأزمات يكون التعاون ضرورة قصوى، وتعد منصة "درسك" التي تضم محتوى من جميع المنصات التعليمية الرائدة في الأردن، مثالاً نموذجياً للتعاون بين ثلاثة أطراف أساسية، الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات غير الهادفة للربح. وعلى غرار ذلك، نجد أن تعاون البنك الدولي مع مؤسسة إدراك ومؤسسة كود دوت أورغ ساعد على توحيد الجهود لتعريب مواد التعلم للدارسين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلق نموذجًا للتعاون بين العديد من أصحاب المصلحة الآخرين لمحاكاته".

وفي المرحلة الثانية من "إدارة الاستمرارية"، سيتم توسيع نطاق شراكات المهارات الرقمية وأنشطتها لتعزيز توفير مهارات رقمية بالغة الأهمية للتوظيف والتحول الاقتصادي في الأردن. ويركز أحد مكونات مشروع البنك الدولي الخاص بالشباب والتكنولوجيا والوظائف على تعزيز المهارات الرقمية لطلاب المدارس العامة من الصفوف 7 إلى 12. وتشمل الأنشطة الرئيسية تقديم دورات بجودة نوعية في علوم الحاسوب في الفصول الدراسية في المدارس العامة لتعزيز مناهج تكنولوجيا المعلومات الموجودة في المدارس.

وسيواصل البنك الدولي القيام لعب دور رئيسي في المرحلة الثالثة وهي مرحلة التحسين والتعزيز. وقد تم تخصيص 100 مليون دولار عبر مشروع للبنك الدولي في مجال التعليم للتركيز على وضع نماذج رائدة للتعلم ودمجها مع نظام التعليم، وتشمل التعلم الافتراضي والتقليدي حتى لا تتسع فجوة التعلم الحالية بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية. كما يتضمن المشروع إجراءات تدخليه تهدف إلى ضمان استيفاء المدارس للحد الأدنى من معايير السلامة والصحة، وتجهيزها بمرافق الصرف الصحي والمرافق والمستلزمات الصحية التي تعمل على تهيئة بيئة تعلم نظيفة للطلاب.

ومن الأولويات الرئيسية في الجهود الرامية لدعم تصدي الأردن لجائحة كورونا هو ضمان عدم تخلف أحد عن الركب بسبب إغلاق المدارس والانتقال إلى التعلم عن بعد والتعلم الرقمي. ويمثل سد الفجوات الرقمية الواسعة بالفعل عقبة أمام هذا التحول نظراً لعدم سهولة الحصول على أجهزة الحاسوب وخدمات الإنترنت في الأردن وعدم التركيز على الشرائح السكانية المستضعفة والأولى بالرعاية على نحو كاف.

وحتى يتسنى مساندة هذه الأجندة، يجري حالياً تصميم مبادرات تركز على تطوير المهارات الرقمية في البيئات منخفضة الموارد وتجربتها في إطار مبادرة "الارتقاء بالمهارات في بلدان المشرق". كما تدعم هذه المبادرة حاليًا برامج لضمان حصول اللاجئين في الأردن على فرص التعلم عن بعد والعمل. وارتأى فريق العمل أن أكاديمية حسوب تعد شريكًا محتملًا لتقديم دورات تدريب متخصصة من خلال الإنترنت للاجئين السوريين في مجال "اقتصاد الوظائف المؤقتة".

وإدراكاً من حكومة الأردن والبنك الدولي للأهمية البالغة للمهارات الرقمية في تحقيق التعافي والنمو في المستقبل، فهما يقومان في الوقت الحالي بإجراءات حاسمة وشاملة للجميع. ومن خلال استثماراته ومساعداته الفنية، يلتزم البنك الدولي بمساندة الأردن في إعادة البناء على نحو أفضل.


بقلم

أندرياس بلوم

مدير الممارسات العالمية في التعليم بالبنك الدولي

مريم نصرت

أخصائية تعليم بالبنك الدولي

نيكول غولدين

خبيرة اقتصادية ومستشار السياسات العامة للبنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000