
وكان الشمول الرقمي أحد الموضوعات الرئيسية التي ناقشتها قمة مجموعة البنك الدولي للشباب 2021 التي عُقدت تحت شعار ”التعافي القادر على الصمود للبشر وكوكب الأرض“. وفي القمة، خلصنا نحن مؤلفي هذه المدونة (الفائزين في المسابقة العالمية لحل أحد التحديات الرئيسية في إطار قمة مجموعة البنك الدولي للشباب لعام 2021 بشأن التعافي القادر على الصمود للبشر وكوكب الأرض) إلى حلول مقترحة لبلدان المنطقة لسد الفجوة الرقمية وتحسين الأحوال المعيشية للفئات المهمشة والفقيرة.
وشملت التحديات الأخرى في المنطقة عدم وجود سوق رقمية منسقة، ونقص الموارد المالية، وضعف التعليم في مجال الرقمنة. وعلى الرغم من تبوّء دول مجلس التعاون الخليجي مستوى متقدماً في الانتفاع بالوسائل الرقمية، فإن بلدان المشرق وشمال أفريقيا لا تنتفع بتلك الوسائل على نحو متجانس وموحد.
و
غير أن هذه الحلول ليست سوى إجراءات تدخلية سريعة على المدى القصير، في وقت نحتاج فيه إلى حلول طويلة الأجل تستند إلى المزيد من التقييمات والبيانات.و
. ولهذا السبب، يتعين إجراء تقييم للاحتياجات المحلية.تظهر البيانات أن 49.7% من السكان في البلدان العربية من النساء و15% من الأشخاص ذوي الإعاقة.) وبنهاية عام 2020، كان هناك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 9 ملايين لاجئ في حين كان هناك أكثر من 27 مليون مهاجر في عام 2020. وعادة ما تعاني هذه الفئات من جوانب ضعف في إمكانية الحصول على الخدمات بل والحقوق في المنطقة. وإذا لم تؤخذ هذه القضايا في الحسبان، فقد تتعذر الاستجابة للفجوة الرقمية بكفاءة. وسيكون اتباع نهج متكامل فعالاً للغاية في الجمع بين التدخلات الإنسانية والإنمائية والمتعلقة بالسلام: تطبيق نهج "الارتباط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام" لتحقيق نتائج على المدى المتوسط إلى الطويل.
(وفي هذا الصدد، يعد نهج "عدم ترك أي أحد خلف الركب" هو المبدأ العام لتحديد الفئات الأكثر احتياجاً والأشد فقراً. ولذلك، يهدف هذا النهج إلى إنهاء الفقر المدقع، والحد من أوجه عدم المساواة، ومعالجة الحواجز التمييزية التي تحول دون إعطاء الأولوية للفئات الفقيرة والأكثر تهميشاً ومن ثم الفئات المتخلفة عن الركب. ومن شأن ذلك أن يساعد على زيادة فاعلية التنفيذ في سد الفجوات الرقمية وتصميم خطة شاملة لتحقيق أثرٍ أكثر استدامة وقدرة على الصمود في المنطقة.
ويمكن حل مشكلة نقص مرافق البنية التحتية الرقمية في المنطقة من خلال نموذج جيد التصميم للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يشرك أصحاب المصلحة المهمين، ويولد لدى الحكومة قدراً معقولاً من الرغبة والاطمئنان في إقرار آليات الدعم.
و
وثمة طريقة أخرى لزيادة قبول تلك المشروعات، وهي الاستفادة من الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول في إتاحة الفرصة للفئات المحرومة للحصول على الخدمات المالية عن بعد. على سبيل المثال، حققت الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول في تنزانيا تقدماً كبيراً في تحسين الربط الشبكي والاستفادة من الخدمات المالية الرقمية خلال العقد الماضي. وبالنظر إلى الانتشار الكبير للهواتف المحمولة في المنطقة، فيمكن أن يساعد ذلك في التغلب على تحديات البنية التحتية؛ ويمكن لانتشار الخدمات المالية باستخدام الهاتف المحمول أن يطلق العنان للفرص أمام الخدمات ونماذج الأعمال الجديدة في جميع القطاعات.
كما
فلم يعد الناس يقطعون مسافات أطول ولا يحتاجون إلى مرافق الإنترنت للحصول على الخدمات المصرفية، بل استخدموا ببساطة هواتفهم المتصلة بشبكة الإنترنت. وخلال الجائحة، خفضت البنوك الرسوم المفروضة على المعاملات الرقمية للحد من عدد الأشخاص المتوجهين إلى البنوك، مما أدى إلى تسريع زيادة عدد المستخدمين، والمشاركة الاقتصادية، ومن ثم النمو الاقتصادي.وتمثل الهوية الرقمية أيضاً وسيلة لإشراك اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة، نظراً لما يواجهونه من مشكلات في امتلاك حساب مصرفي بسبب عدم وجود وثائق أو عنوان للإقامة، حسبما أفادت به مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن بين هذه المبادرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تهدف إلى زيادة فرص الحصول على الخدمات المالية والتوظيف الرقمي منظمة Techfugees لبنان التي تعمل على الشمول الرقمي بين اللاجئين السوريين والفلسطينيين.
انضم إلى النقاش