من الحروف إلى الإلمام بالقراءة: استخدام التقييم الصفي لتوجيه التعلم

تُعَدُّ القدرة على القراءة بفهم من بين  أهم المهارات الأساسية التي يمكن للطالب اكتسابها في المدرسة. وتفتح القراءة الأبواب أمام التعلم الأكاديمي و والمستمر مدى الحياة،  كما تُمكّن من اكتساب مهارات جديدة وإتقانها، وتحسين رأس المال البشري بشكل عام. ورغم أهميتها، يواجه ملايين الطلاب - لاسيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل - صعوبة في إتقان أساسيات القراءة.

وتقدم مذكرة جديدة للبنك الدولي حول التقييم الصفي لدعم إتقان القراءة الأساسية، بالإضافة إلى مخطط معلوماتي مرفق، توصيات عملية لواضعي السياسات والمعلمين وغيرهم. وتسلط هذه الوثيقة الضوء على كيفية استخدام التقييمات الصفية لدعم تنمية مهارات القراءة ، وتتبع تقدم الطلاب في القراءة، وتحسين إستراتيجيات التدريس في السنوات الأولى من الدراسة. تأتي هذه المذكرة تكملة للموارد المتاحة في إطار حزمة سياسات محو الأمية التي أعدها البنك الدولي.

لماذا التركيز على التقييم الصفّي للقراءة في الصفوف الأولى؟

قبل أن يتمكن الطلاب من القراءة للتعلم، يجب عليهم أولاً تعلم القراءة. وتعد السنوات الأولى من التعليم حاسمة في تطوير المهارات الأساسية في القراءة، مثل القدرة على التعرف على الحروف وأصواتها، وقراءة الكلمات والجمل البسيطة بطلاقة، وفهم النصوص المكتوبة وتفسيرها. وبدون هذه المهارات، من غير المحتمل أن يحقق الطلاب إمكاناتهم التعليمية ويحققوا النجاح في المدرسة.

وفي هذا السياق، يلعب التقييم الصفّي دورا حيويا في مساعدة المعلمين على متابعة تقدم كل طالب في القراءة، وتحديد من يحتاجون إلى دعم إضافي في اكتساب هذه المهارات، وتعديل طريقة التدريس وفقا لذلك. وعلى عكس التقييمات واسعة النطاق التي تقدم رؤى على مستوى النظام بشكل عام، فإن التقييمات الصفّية فورية وتفاعلية ومصممة وفقًا الاحتياجات الفردية للطلاب.

كيف يدعم التقييم الصفّي تطوير مهارات القراءة والكتابة

تؤكد المذكرة أن التقييمات الصفّية للقراءة في الصفوف الأولى يمكن أن تخدم أغراضا متعددة:

• تحديد مستوى الطلاب في رحلة القراءة. هل يواجه الطلاب صعوبة في التعرف على الحروف؟ هل يمكنهم فهم الكلمات البسيطة؟ يساعد فهم هذه التفاصيل المعلمين على تخصيص تعليمهم وتلبية احتياجات الطلاب بناءً على مستوياتهم.
• تقديم تعليقات فورية للطلاب. عندما يعرف الطلاب ما يحتاجون إلى تحسينهم وكيفية القيام بذلك ، يصبحون أكثر مشاركة وتحفيزا في عملية تعلمهم.
• تعديل استراتيجيات التدريس. يمكن للمعلمين تعديل خطط الدروس بناء على نتائج التقييم ، مما يضمن حصول الطلاب على الدعم المناسب في الوقت المناسب.

أداة مرنة للتعلم، وليس مجرد تقييم الدرجات

أحد الرسائل الرئيسية من المذكرة الإرشادية هي أنه لا ينبغي مساواة ممارسات التقييم الصفّي باختبار  قياسيً صارم ، بل كمجموعة مرنة من الموارد والأنشطة التي يمكن أن تعزز عملية التدريس والتعلم. على عكس الامتحانات الموحدة ، التي تقيس التعلم في نقطة زمنية واحدة ، يمكن أن تكون التقييمات الصفّية:

• تشخيصية - تساعد المعلمين على فهم المعرفة السابقة للطلاب قبل تقديم مواد جديدة.
• تكوينية - تقدم ملاحظات مستمرة لتوجيه التعليم والتعلم.
• تلخيصية - تقيس التقدم العام للطلاب في نهاية وحدة التعلم أو فترة التعلم.

لكل نوع من التقييمات دور مهم،  لكن النجاح يتحقق عندما يتم استخدامها لتعزيز التعلم، بدلا من قياسه فقط. وعندما تستخدم هذه التقييمات بفعالية، فإنها تمكن المعلمين من خلق بيئة تعليمية داعمة تتاح فيها لجميع الطلاب فرصة للنجاح وفهم مكانهم وما يحتاجون إلى تحسينه لمواصلة مسيرتهم التعليمية.

تعزيز كفاءات المعلمين في التقييم

بالنسبة لواضعي السياسات، تبرز المذكرة  أنه لكي يكون المعلمون فعالين حقا، فإنهم يحتاجون إلى التدريب المناسب والأدوات المناسبة لتنفيذ أنشطة التقييم الصفّي. يلعب المعلمون دورا حاسمًا في تشكيل تجارب تعلم الطلاب، وتعد قدرتهم على تقييم تقدم الطلاب والاستجابة له بشكل فعال أمرا أساسيًا، لاسيما في الصفوف الدراسية الأولى عندما تُبنى المهارات الأساسية في القراءة. ومع ذلك، يتلقى العديد من المعلمين تدريبًا محدودا أو معدوما حول كيفية تصميم التقييمات واستخدامها في فصولهم الدراسية. تؤكد هذه المذكرة الإرشادية على أهمية ما يلي:

• إدماج التدريب على التقييم في برامج إعداد المعلمين. يجب أن تتاح للمعلمين فرص تعلم كيفية تقييم مهارات القراءة في الصفوف الأولى في إطار تطويرهم المهني. ويجب أن يتضمن هذا التدريب محتوى محددا عن نهج التقييم الصفّي، وأنشطة عملية لتطوير تقييمات التعلم، وتجارب عملية لتنفيذ التقييمات في الفصول الدراسية.
• توفير أدوات تقييم سهلة الاستخدام ومتاحة. وحتى عندما يفهم المعلمون أهمية التقييم، فإنهم يحتاجون إلى أدوات إرشادية وأدوات تقييم يسهل الوصول إليها لتطبيقها عمليًا .وتساعد الإرشادات الواضحة، وقواعد وضع الدرجات، وإنشاء سجلات تقييم رقمية تتضمن أنشطة جاهزة للاستخدام، والمواد التعليمية في تمكين المعلمين من الاستفادة من التقييمات الصفّية.
• ضمان التوافق مع أهداف المناهج الدراسية. يجب أن ترتبط التقييمات الصفّية ارتباطا مباشرا بمعالم القراءة في الصفوف الأولى، مما يضمن التناسق في التعليم والتعلم. وعندما تتسق التقييمات مع معالم القراءة في الصفوف الأولى، فإنها تساعد المعلمين في تتبع تقدم الطلاب بشكل منهجي.
• تعزيز ثقافة التقييم من أجل التعلم. يحتاج المعلمون إلى رؤية التقييم ليس كمهمة بيروقراطية بل كجزء أساسي من التدريس الفعال. ويجب ألا يكون التقييم مجرد قياس عملية التعلم ، بل يجب أن يدعم التعلم من خلال تقديم رؤى تساعد المعلمين على تخصيص التعليم، وتقديم ملاحظات تقييمية بناءة، وتمكين الطلاب من تولي مسؤولية تعلمهم.

دعوة للعمل: بناء قراء أقوى من خلال تقييم أفضل

وإذا أردنا أن نضمن أن يتمكن جميع الأطفال من القراءة بطلاقة بنهاية المرحلة الابتدائية، فإننا بحاجة إلى ممارسات فعالة للتقييم داخل الفصل الدراسي تدعم المعلمين والطلاب على حد سواء. تقدم هذه المذكرة التوجيهية التي يدعمها  الصندوق الاستئماني لميثاق التعلم الأساسي إستراتيجيات عملية وأمثلة واقعية وتوصيات لتحسين تقييم مهارات القراءة والكتابة في الفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم. سواء كنت معلما تتطلع إلى تعزيز ممارستك التعليمية ، أو صانع سياسات يشكل استراتيجيات التعليم ، أو باحثا يستكشف تطوير محو الأمية ، فإن هذه الوثيقة ستوفر رؤى قيمة.

ومن بين المصادر الرئيسية الأخرى التي أعدها البنك الدولي بشأن تقييم عملية التعلم ما يلي:

• دليل بشأن التقييم واسع النطاق
• فحص الامتحانات العامة
• سلسلة التقييمات الوطنية للتحصيل العلمي: المجلد 1 ، المجلد 2 ، المجلد 3 ، المجلد 4 ، المجلد 5
• ما هو أكثر أهمية بالنسبة لأنظمة تقييم الطلاب: ورقة إطارية. متوفر أيضا باللغات الفرنسية  والروسية
• نهج النظم لتحسين نتائج التعليم - تقييم الطلاب: الأدوات والتقارير التشخيصية
• دورة التعلم الإلكتروني عن تقييم الطلاب لواضعي السياسات والممارسين - متاحة باللغات الإنجليزية والفرنسية  والروسية والإسبانية

تتضمن بعض المصادر التي ينتجها البنك الدولي عن القراءة في الصفوف الدراسية الأولى ما يلي:

• قوس قزح للقراءة في الصفوف الأولى: دليل سريع لإنهاء فقر التعلم،
• كيف يتعلم الأطفال القراءة: نحو تخطيط للدروس متسق مع الشواهد
• كيفية توفير تعليم فعال للقراءة،
• دليل لتخطيط دروس محو الأمية: أنشطة الفصول الدراسية للصفوف الأولى لتعليم الأطفال القراءة،
• تحقيق هدف التعلم: حزمة سياسات لتعزيز الإلمام بالقراءة والكتابة لجميع الأطفال.