تُظهِر أحدث تقديرات أوضاع الفقر أن 9.2% من سكان العالم كانوا يعيشون تحت خط الفقر الدولي البالغ 1.90 دولار للفرد يوميا في 2017. ويعادل هذا 689 مليون شخص كانوا يعيشون في فقر مدقع، وهو ما يقل بمقدار 28 مليونا عما كان عليه في 2016 و52 مليونا عن مستواه في 2015. وعلى الرغم من هذا التراجع في أعداد الفقراء، يرسم تقرير الفقر والرخاء المشترك 2020 الذي صدر في الآونة الأخيرة صورة قاتمة تبعث على القلق للتقدم المحرز نحو بلوغ هدف خفض معدل الفقر العالمي إلى أقل من 3% بحلول عام 2030.
ومع أن معدل الفقر المدقع عالميا انخفض نحو نقطة مئوية واحدة بين عامي 1990 و2015، فإن أحدث الأرقام تؤكد تراجع وتيرة الحد من الفقر المُسجَّلة بين عامي 2013 و2015. وهبط معدل الفقر العالمي أقل من نصف نقطة مئوية سنويا بين عامي 2015 و2017، مثيرا مخاوف من العجز عن بلوغ هدف الوصول بالمعدل إلى أقل من 3% بحلول عام 2030 من دون اتخاذ تدابير سريعة وهامة وكبيرة على صعيد السياسات. وثمَّة تحديات عالمية إضافية مثل جائحة فيروس كورونا، وتغيُّر المناخ، والصراعات من المرجح أن تجعل هذا الهدف أبعد منالا.
لا بد ايضا من الاهتمام بالمتغيرات المرتبطة بالفقر مثل المستوى التعليمي والوضعية الاجتماعية للفرد والعائلة والمجتمع وكذلك السياسات العامة التي تنتهجها الدولة .بالتالي لا بد من الانتباه للخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدول .ورصد مختلف هذه العناصر من خلال انجاز بحوث ميدانية معمقة.
الاستاذ منذر الطمني .استاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا جامعة تونس