نشر في أصوات

اشتمال ذوي الإعاقة في برنامج المهنيين الشباب

الصفحة متوفرة باللغة:
Programa de Jóvenes Profesionales Programa de Jóvenes Profesionales

في العام الماضي، أعلنت مجموعة البنك الدولي عن عشرة التزامات بتسريع وتيرة البرنامج العالمي للتنمية التي تراعي ذوي الإعاقة. ويقع في صميم هذه الالتزامات تعهد البنك بخلق مكان عمل أكثر شمولا لذوي الإعاقة: "السعي النشط إلى توظيف ذوي الإعاقة والاحتفاظ بهم على رأس العمل، وتحسين سهولة الوصول والخدمات والدمج".

ودعما لهذا الالتزام، تعكف مجموعة البنك الدولي على تجديد برنامجها الرئيسي للتوظيف، وهو "برنامج المهنيين الشباب". وهذا يشمل جميع جوانب البرنامج - من التواصل والتوظيف إلى التأهيل للعمل والتدريب - لضمان تمتع المهنيين الشباب ذوي الإعاقة العاملين في مجال التنمية بتكافؤ الفرص، بحيث يتم توظيفهم كمهنيين شباب وينجحون في هذه الوظيفة.

اشتمال ذوي الإعاقة يعزز رسالتنا ويرسّخ قيمنا الجوهرية

إن القوة العاملة الشاملة لذوي الإعاقة تدعم رسالتنا وقيمنا الجوهرية على حد سواء؛ فهناك 15% من سكان العالم (مليار شخص) يعانون من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.  كما أن توظيف ودعم الأفراد ممن ينتمون إلى الفئات غير الممثلة تمثيلا كافيا يرسّخ مفهوم أننا نفعل ما هو صواب (النزاهة) ونرعى منسوبينا (الاحترام) ونلتمس الآراء والتصورات والخبرات المتنوعة في تحقيقنا لأهدافنا (العمل الجماعي). ونحن نعلم أن التنوع الشامل للجميع يطلق العنان للإبداع من أجل إحداث تأثير إيجابي أكبر لصالح البلدان المتعاملة مع البنك. وفقاً لدراسة حديثة أجرتها أكسينتشر، فإن جهات العمل التي تعطي الأولوية لدمج ذوي الإعاقة تتفوق في أدائها على نظيراتها التي لا تفعل ذلك بنسبة تصل إلى 30%.

 للتمثيل أهميته، فهو يحدد أيضاً ملامح مستقبلنا.

إن خلق ثقافة قوامها الدمج قد يتخذ أشكالا كثيرة، منها حملات التوعية واستعراضات السياسات ومجموعات الموارد والمناصرون. بل إن الشيء الأكثر تأثيراً هو إيجاد كادر قيادي بحيث يكون ممثلا لسكان العالم ويساعد على تحقيق أهداف الدمج مستقبلاً. ولقد وفر برنامج المهنيين الشباب على مدى سنوات كثيرة مَعيناً قيادياً قوياً للبنك. فتوظيف المهنيين الشباب ذوي الإعاقة لا يسهم في إيجاد مكان عمل واقتصاد عالمي أكثر شمولاً في الحاضر فحسب، بل يعزز تنوع الأصوات التي ستشكل مجموعة البنك الدولي في المستقبل أيضاً.

التنمية الشاملة للجميع تبدأ بعملية توظيف تراعي الجميع

تتطلب زيادة عدد الموظفين من ذوي الإعاقة تصميم نهج أكثر شمولاً للتوظيف والتواصل.  وبالنسبة لبرنامج المهنيين الشباب، بدأت هذه الرحلة بتعيين استشاريين في استيعاب ذوي الإعاقة - مهنيون شباب من ذوي الإعاقة - لتقديم المشورة الاستراتيجية. وحتى تاريخه، قام برنامج المهنيين الشباب بتحديث نموذج التقديم الخاص به ليشمل بياناً بشأن التزام مجموعة البنك بدمج ذوي الإعاقة، وتوفير وسائل لاستيعاب ذوي الإعاقة طوال عملية التقييم ولغة الإشارة بين لغات مجموعة البنك الدولي. لكن لترسيخ مفهوم توفّر فرص العمل للجميع في مجموعة البنك الدولي، استفاد برنامج المهنيين الشباب من الاتصال الاستراتيجي، وتحديداً التمثيل في السرد القصصي، لمساعدة المتقدمين على تصوير أنفسهم هنا. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأ برنامج المهنيين الشباب بالإضافة إلى ذلك مادة تسويقية بصيغ ميسرة، كتوفير الكتيبات بلغة برايل والفيديو المروي صوتيّاً، مع الانخراط مع شبكات توظيف ذوي الإعاقة محليّاً وعالميّاً وعلى الإنترنت.

التغلب على العقبات في الرحلة إلى الدمج

بتعيين استشاريين لدمج ذوي الإعاقة، سرعان ما أدرك مكتب برنامج المهنيين الشباب التحديات الأساسية التي قد يواجهها الشخص ذو الإعاقة في مجموعة البنك الدولي. وانطلاقاً من روح الوعي وحشد الدعم والتأييد، يود برنامج المهنيين الشباب عرض هذه الخبرة هنا. في يوم إجراء المقابلة معها، واجهت إحدى الاستشاريات، وهي فيفيان فريداز، تحديات في مجرد الوصول إلى أبنيتنا مع كلبها المرشد. وفيما نعمل على الوفاء بالتزاماتنا العشرة، توصي بقولها إن: "زيادة الوعي والتدريب حاسمة الأهمية ولا غنى عنها لإحداث تغيير دائم وهادف، ولدمج ذوي الإعاقة دمجاً تاماً". يقال إن الدمج رحلة (لا وجهة)، ومع العقبات تأتي فرص التعلم المهمة على طول الطريق.

الطريق إلى الأمام

ربما لا يزال أمامنا طريق طويل، لكن برنامج المهنيين الشباب استهل الرحلة بشكل جدي ويتطلع إلى مستقبل واعد. في سبتمبر/أيلول، رحّبت مجموعة البنك الدولي بانضمام المهنية الشابة أوزغول كالايفي أوغلو، وهي مهندسة بيئية تندرج ضمن فئة المكفوفين من الناحية القانونية. وفيما تستقر في وظيفتها في مكتب منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، تحدثنا بقولها: "هناك أسباب كثيرة تدعو إلى التشاؤم حيال دمج ذوي الإعاقة في مكان العمل. لكن في اعتقادي أنه نظراً لوجود الكثير من القضايا التي تحتاج إلى تحسين عالمياً، فلابد من تسليط الضوء على التجارب الإيجابية بالقدر نفسه. وهذا ما يدفعني إلى القول إن تجربتي حتى الآن، كشخص ضعيف البصر، مع برنامج المهنيين الشباب تجربة إيجابية. لم أتردد في الإفصاح عن إعاقتي في أول الأمر، وبناء على هذا وفروا لي وسائل الاستيعاب اللازمة أثناء المقابلة. وقد أبدى فريق برنامج المهنيين الشباب، بالإضافة إلى صندوق استيعاب المعاقين بالبنك، مستوى رفيعاً من المبادرة في كافة مراحل عملية التوظيف، بداية من نقل الموقع إلى وسائل الاستيعاب اللازمة في مكان العمل. وبهذا تتجلى بوضوح رغبة برنامج المهنيين الشباب في تحسين دمجه لذوي الإعاقة، وسيكون نموذجاً رائعاً يحتذى لسائر البنك، والمنظمات الدولية الأخرى، والمأمول أن ينعكس هذا في عملياتنا وإجراءاتنا الإنمائية".


بقلم

م. يا أوبونج

مديرة برنامج المهنيين الشباب في مجموعة البنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000