نشر في أصوات

عدم المساواة في الدخل على مستوى العالم وجائحة كورونا في ثلاثة رسوم بيانية

الصفحة متوفرة باللغة:
?????????????? 厄瓜多尔疫情期间的普通民众。

أدت جائحة كورونا إلى تفاقم التفاوت في مستويات الدخل على الصعيد العالمي، وبدَّدت جزئيا المكاسب التي تحقَّقت خلال العقدين السابقين. ومن المتوقع أن يسفر ضعف الانتعاش في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية عن زيادة عدم المساواة فيما بين البلدان. وتشير التقديرات أيضا إلى أن التفاوتات في الدخل داخل كل بلد ارتفعت إلى حد ما في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بسبب الخسائر الحادة في الوظائف والدخل بين الفئات السكانية الأقل دخلا. ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم، فضلا عن توقف العملية التعليمية بسبب الجائحة، إلى زيادة التفاوتات داخل كل بلد على المدى الأطول. ويتطلب وقف مسار الزيادة في التفاوتات العالمية في الدخل اتخاذ تدابير للحد من عدم المساواة فيما بين البلدان وداخلها، مدعومة بمساندة من المجتمع العالمي.

اقرأ المزيد عن هذا الموضوع في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية عدد يناير كانون الثاني 2022.

زيادة كبيرة في عدم المساواة في الدخل بين البلدان

تهدد جائحة كورونا ما تحقق في العقدين الماضيين من تقدم في الحد من عدم المساواة في الدخل على مستوى العالم. وعلى النقيض من الأزمة المالية العالمية في 2008-2010، أدى الركود العميق الذي أحدثته الجائحة وتعثر الانتعاش الاقتصادي في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية مقارنة بالاقتصادات المتقدمة إلى زيادة التفاوت في الدخل فيما بين البلدان. ومع بعض التدابير، تراجعت التفاوتات بين البلدان إلى مستوياتها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك على مؤشرات جيني وتيل بين البلدان استنادا إلى نصيب الفرد الحقيقي من إجمالي الناتج المحلي.

التغير في التفاوت العالمي في الدخل فيما بين البلدان

التغير في التفاوت العالمي في الدخل فيما بين البلدان

المصادر: البنك الدولي.
ملاحظة: ويبين الشكل التغيرات السنوية في مؤشر جيني وتيل بين البلدان في 2008-2010 و2019-2021. وتستند الحسابات إلى مجموعة متوازنة بقوة من 176 بلدا. مؤشر جيني على مقياس 0-100. ويُحسب مؤشر تيل ومؤشر جيني باستخدام نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، معدلا حسب تعادل القوة الشرائية (بالأسعار الثابتة للدولار الدولي عام 2017)، استنادا إلى مؤشرات التنمية العالمية وتقديرات النمو التي وضعها البنك الدولي.

زيادة معتدلة لتفاوت مستويات الدخل في كل بلد في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية

تشير التقديرات إلى أن الجائحة أدت إلى زيادة التفاوت في الدخل داخل كل بلد في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وإن كانت هذه الزيادة ضئيلة في المتوسط. وتشير نماذج المحاكاة لعينة من 34 من اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية التي لديها بيانات كافية إلى أن عدم المساواة في الدخل، حسبما يقيسه مؤشر جيني، قد زاد عام 2020 بمقدار 0.3 نقطة، ليوقف بذلك اتجاه التفاوت في الدخل نحو الانخفاض المستمر الذي لوحظ في اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية منذ عام 2000. ومع ذلك، فإن قدر الزيادة ضئيل نسبيا، يماثل متوسط الانخفاض السنوي في عدم المساواة داخل كل بلد في العقدين السابقين في تلك العينة. وعكست الزيادة في عدم المساواة داخل كل بلد الخسائر الحادة في الوظائف والدخل بين العمال ذوي المهارات المنخفضة، والأسر منخفضة الدخل، والعمالة غير الرسمية، والنساء.

التغير في التفاوتات في الدخل داخل كل بلد في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، 2019-2020

التغير في التفاوتات في الدخل داخل كل بلد في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، 2019-2020

المصادر: نارايان وآخرون (2022)، البنك الدولي. ملاحظة: يبين الشكل الفرق بين متوسط التغير المقدر في مؤشر جيني في سيناريو جائحة كورونا والسيناريو المغاير للجائحة. وتقدر عمليات المحاكاة التغيرات في توزيع دخل الأسرة في عام 2020 مقابل توزيع الدخل على أساس غير الواقع عام 2020 الذي يفترض آخر توقعات نمو الناتج القطاعي قبل الجائحة لعام 2020. العينة تضم 34 بلدا. وتستند عمليات المحاكاة إلى توقعات النمو القطاعي الخاصة ببلدان محددة وبيانات المسوح الهاتفية المنسقة عالية التواتر حتى شهر يوليو تموز 2021.

مخاطر عدم المساواة في الدخل تزداد على المدى البعيد

قد تصبح الزيادة في تفاوت مستويات الدخل داخل كل بلد مترسخة بسبب الجائحة، ذلك لأن توقف العملية التعليمية التي سببتها الجائحة والآثار السلبية ذات الضرر الغير متكافئ التي وقعت على الأسر منخفضة الدخل قد تؤدي إلى تفاقم في ضعف الحراك الاقتصادي عبر الأجيال. وربما أدى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع مستويات الدين العام إلى إعاقة قدرة البلدان على مساندة الفئات الضعيفة وتسهيل الانتعاش والنمو المستدام.

الأطفال المشاركون في التعليم أثناء إغلاق المدارس في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، 2020

الأطفال المشاركون في التعليم أثناء إغلاق المدارس في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، 2020

المصادر: البنك الدولي. ملاحظة: حسابات تستند إلى بيانات المسوح الهاتفية المنسقة عالية التواتر من لوحة متابعة الأسر المعيشية للموجة الأولى للجائحة في عام 2020. الاستجابة لسؤال بالمسح عن الأطفال المشاركين في أي أنشطة تعليمية منذ إغلاق المدارس (٪ من الأسر التي لديها أطفال في سن الدراسة التحقوا بالمدارس قبل الجائحة)، حسب فئة الدخل (المتوسطات البسيطة). وتتألف العينة من 49 من اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، بما في ذلك 14 من البلدان النامية.

جهود شاملة على صعيد السياسات للحد من عدم المساواة في الدخل.

من الضروري وضع إستراتيجية شاملة لتوجيه الاقتصاد العالمي نحو مسار إنمائي أكثر شمولا. ويجب أن تتضمن هذه الاستراتيجية تدابير للحد من التفاوت فيما بين البلدان وداخلها من خلال الإصلاحات الوطنية وبدعم من المجتمع الدولي. ويشمل ذلك التوسع في التطعيم والإصلاحات المعززة للإنتاجية في اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية، وذلك للحد من عدم المساواة فيما بين البلدان؛ والمساندة المالية الموجهة إلى الفئات السكانية الضعيفة وتدابير رامية إلى التوسع في إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الرقمية والبنية التحتية؛ والمساعدة المقدمة من المجتمع الدولي لتسوية أعباء الديون الزائدة وضمان مناخ عالمي للتجارة والاستثمار منفتح وقائم على قواعد من شأنها تعزيز نمو الإنتاجية بوتيرة أسرع في اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية.

المراجع

Narayan, A., A. Cojocaru, S. Agrawal, T. Bundervoet, M. Davalos, N. Garcia, C. Lakner, et al. 2022. “COVID-19 and Economic Inequality: Short-Term Impacts with Long-Term Consequences.” Policy Research Working Paper 9902, World Bank, Washington, DC.


بقلم

آمات أداروف

كبير الاقتصاديين في مجموعة بحوث التنمية بالبنك الدولي.

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000