نشر في أصوات

ريادة الأعمال وسبل مساندتها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل

الصفحة متوفرة باللغة:
على الرغم من برامج مساندة صغار رواد الأعمال، لا يزال العديد من أصحاب الأعمال يواجهون صعوبات مستمرة على الرغم من برامج مساندة صغار رواد الأعمال، لا يزال العديد من أصحاب الأعمال يواجهون صعوبات مستمرة، مثل انخفاض الإنتاجية، وانخفاض الأرباح، وانخفاض الدخل. حقوق الطبع والنشر: أرني هويل/البنك الدولي

يعمل أكثر من نصف القوى العاملة العالمية لحسابها الخاص. وإدراكاً منهم للحاجة إلى مساندة هذه القوى العاملة، ينفق واضعو السياسات ومؤسسات التنمية أكثر من مليار دولار سنوياً على تدريب صغار رواد الأعمال الحاليين والمحتملين.

وعلى الرغم من هذه الأموال التي يتم إنفاقها، لا يزال العديد من أصحاب الأعمال يواجهون صعوبات مستمرة، مثل انخفاض الإنتاجية، وانخفاض الأرباح، وانخفاض الدخل.

ويثير التصدي لهذه التحديات بعض الأسئلة، مثل: ما هو تصميم البرنامج الذي يساند رواد الأعمال بشكل أفضل؟ وكيف يمكننا الوصول إلى جميع صغار رواد الأعمال، بما في ذلك النساء ورواد الأعمال ذوي الموارد الشحيحة؟ وكيف يمكن لرواد الأعمال اكتساب المهارات اللازمة لإدارة أعمال ناجحة والاستفادة من الأسواق الجديدة أو القطاعات ذات العائد المرتفع؟

يساعد البنك الدولي ومبادرة توفير الوظائف والفرص في "معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر" في الإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة من خلال دعم الدراسات في مجال ريادة الأعمال والأبحاث الخاصة بتوفير فرص العمل. وإليكم ما تعلمناه من الأبحاث والشواهد والأدلة المتزايدة حول الإجراءات التدخلية لمساندة رواد الأعمال الصغار في الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل.

تُظهر البرامج التي توفر لرواد الأعمال إمكانيةَ النفاذ إلى الأسواق أو فرصَ الحصول على التمويل أو التدريب على الأعمال التجارية نتائجَ متباينة

يمكن أن تؤدي مساعدة الشركات على الوصول إلى أسواق جديدة إلى تحسين أدائها. ومن الأمثلة على ذلك تحسينُ قدرة الشركات على البيع للأسواق الأجنبية أو الشركات متعددة الجنسيات؛ وتعزيز البنية التحتية المادية والرقمية؛ والقضاء على حواجز المعلومات. وفي الوقت الذي يمكن أن تصبح فيه هذه الإجراءات التدخلية واعدة للشركات الكبيرة، إلا أن هناك شواهد وأدلة محدودة على كيفية تأثير النفاذ إلى الأسواق على نمو المشاريع الصغرى.

وفي الوقت نفسه، تشير سلسلة من التقييمات العشوائية إلى أن المنح النقدية والتمويل الأصغر وبرامج التدريب على الأعمال يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على نواتج الشركات مثل الأرباح والنمو، على الرغم من أن الآثار في متوسطها لا تعتبر ذات أثر تحويلي على نحو دائم.

قد ينبع التباين في الآثار المترتبة على الإجراءات التدخلية من الاختلافات في التصميم والتنفيذ

على سبيل المثال، في حين أن التمويل الأصغر التقليدي كان له تأثير محدود على نمو الأعمال، فقد تضمنت النهج الواعدة إجراء تغييرات على الأدوات والمنتجات المالية، مثل السماح بمزيد من المرونة وفترات السماح في سداد القروض، فضلاً عن الاستفادة من نُهُج حقوق الملكية الصغيرة القائمة على الأصول. وأظهرت برامج التدريب التي تركز على المهارات الشخصية أيضاً تأثيراً أكبر من التدريبات التجارية التقليدية القائمة على الفصول الدراسية والتي تركز عادة على المهارات الفنية المتخصصة.

وقد تؤثر قدرات رواد الأعمال أيضاً على النواتج. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في حيدر أباد بالهند أن رواد الأعمال ممن يتمتعون بخبرة سابقة في إدارة الأعمال التجارية هم وحدهم الذين يحققون أرباحاً أعلى بعد حصولهم على التمويل الأصغر. ويبدو أن استهداف هذه المجموعة الفرعية من رواد الأعمال ذوي القدرة الأكبر على تحقيق النمو يُعد أمراً واعداً لزيادة تأثير برامج مساندة رواد الأعمال، كما أشارت إليه مختلف التقييمات العشوائية.

يواجه واضعو السياسات مفاضلة بين تخصيص الموارد لرواد الأعمال ذوي الإمكانات العالية وبين تعزيز الشمول

من ناحية، يمكن لواضعي السياسات أن يختاروا تخصيص الموارد لمساندة رواد الأعمال ذوي القدرات العالية، ولكن هذا النهج يمكن أن يهدد بإهمال صغار رواد الأعمال أو حتى الإضرار بمصالحهم. وعوضاً عن ذلك، بإمكان واضعي السياسات إعطاء الأولوية لتحقيق الشمول من خلال توسيع نطاق مساندتهم لجميع أنواع رواد الأعمال. غير أن هذا النهج الأكثر شمولاً قد يؤدي إلى تخصيص غير فعال للموارد على مستوى السوق، مما يتسبب في عرقلة تطور الشركات ذات التأثير المحتمل. وفي نهاية المطاف، يتعين على واضعي السياسات اختيار نهج يستند إلى أهدافهم أو الاستفادة من مجموعة متنوعة من الأدوات لتحقيق أغراض مختلفة.

يجب على صانعي السياسات النظرَ في سياق برامج مساندة رواد الأعمال وتنفيذها

لا يمكن لنتائج تقييم عشوائي واحد أن تشكل نموذجاً شاملاً يُسترشد به في وضع جميع البرامج في سياقات مختلفة ثقافياً أو اجتماعياً. فتحسين مستوى فاعلية برامج المساندة يتطلب مراعاة الاعتبارات الخاصة بكل سياق. فعلى سبيل المثال، قد تقلل الأعراف الثقافية والاجتماعية من فعالية المنح النقدية أو التمويل الأصغر لرائدات الأعمال في مناطق معينة، حيث يمكن للنساء في بعض هذه المناطق تقاسم الأموال مع أفراد آخرين من أسرهن. وفي مثل هذه الحالات، يمكن لضمان صرف رأس المال رقمياً في حسابات خاصة مملوكة للنساء أن يضمن توجيه الأموال نحو الشركات التابعة لهن. وفي حالات أخرى، قد تؤدي جودة الشركاء المسؤولين عن التنفيذ أو المدربين إلى إحداث فرقٍ حقيقي في الآثار المترتبة على هذه البرامج.

موضوعات للبحث في المستقبل حول برامج مساندة رواد الأعمال

ما زلنا بحاجة إلى إجابات أفضل للأسئلة التالية: ما هي أفضل الخيارات لتحديد رواد الأعمال ذوي الإمكانات العالية بطريقة تنبؤية وقابلة للتوسع؟ وكيف يمكن لبرامج التمويل الأصغر والتدريب على الأعمال التجارية أن تلبي احتياجات صغار رواد الأعمال على نحو أفضل؟ وما هي برامج التدريب البديلة الأنسب لتشجيع أداء الأعمال بشكل أفضل، ولماذا؟ وما هي المعوقات المحلية الرئيسية التي تمنع صغار رواد الأعمال من تعزيز الطلب والنمو؟

تعرف على المزيد حول البحث عن إجابات لهذه الأسئلة المفتوحة في البنك الدولي ومبادرة توفير الوظائف والفرص في معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، حيث نعمل على تمكين واضعي السياسات من تقديم مساندة أفضل لصغار رواد الأعمال على مستوى العالم.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذه المدونة تستند إلى إصدار فبراير/شباط 2024 من النشرة الإخبارية "المعرفة من أجل الوظائف" (Knowledge4Jobs)، برعاية المجموعة المعنية بالوظائف ومجموعة الحلول العالمية للعمل والمهارات في البنك الدولي. يُرجى الضغط هنا للاشتراك في هذه النشرة الإخبارية.


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000