نشر في أصوات

كيف تساعد مجموعة البنك الدولي البلدان النامية في تطعيم سكانها

الصفحة متوفرة باللغة:
??: Erick Kaglan/????????? 图片: Erick Kaglan/世界银行多哥办公室

يحقق قسم من بلدان العالم تقدماً جيداً في تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الأمر الذي سيساعد على إنقاذ الأرواح وإعادة اقتصاداتها إلى المسار الصحيح.  لكن معظم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لا تزال تواجه مصاعب في الحصول على ما يكفي من جرعات لقاح كورونا لمجرد حماية الكوادر الصحية والعاملين في الصفوف الأمامية، فضلاً عن فئات السكان الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية. وفي الواقع، تشير الإحصاءات إلى تلقي نسبة 66% من السكان في البلدان مرتفعة الدخل حتى الآن جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، مقابل 2% في البلدان منخفضة الدخل.

التصدي لنقص إمدادات اللقاحات

يرجع هذا التفاوت الصارخ إلى حد كبير إلى المنافسة العالمية الشديدة وغير المتوازنة على إمدادات لقاحات كورونا المحدودة.

ورداً على ذلك، أطلقت مجموعة البنك الدولي أسرع وأكبر استجابة للأزمة في تاريخها. ومنذ مارس/آذار 2020، فقد أتحنا أكثر من 150 مليار دولار لمساعدة البلدان على مكافحة الآراء الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة.  وفي غضون الأيام الستين الأولى من استجابتنا، نفذنا مشروعات في 100 بلد لتلبية الاحتياجات الصحية الطارئة، وتدعيم التأهب لمواجهة الجوائح، وحماية الفقراء والوظائف، واطلاق تعافٍ غير ضار بالمناخ.

مساندة البلدان بمبلغ 20 مليار دولار لشراء اللقاحات وتوزيعها

في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقبل أن تصبح لقاحات كورونا متاحة للاستخدام على نطاق واسع، وافقنا على تقديم 12 مليار دولار لشراء اللقاحات وتوزيعها في البلدان الأقل دخلاً. ومن هذا المبلغ، يساند 4.6 مليارات دولار حتى الآن حملات التطعيم في 55 بلداً. وتشكل بلدان العالم الأشدّ فقراً أكثر من نصب البلدان المستفيدة، كما أن أكثر من نصف المشروعات التي نمولها هي في أفريقيا. ولا يقتصر استخدام هذا التمويل على شراء اللقاحات، بل يجري استخدامه أيضاً في مساندة البلدان على إيصال اللقاحات إلى مواطنيها. 

في يونيو/حزيران، قمنا بزيادة اعتمادات تمويل شراء اللقاحات إلى 20 مليار دولار على مدى 18 شهراً لمواصلة مساعدة البلدان على شراء اللقاحات، واطلاق حملات التطعيم، وتدعيم الأنظمة الصحية الوطنية على المدى الأطول.

العمل مع الشركاء لتسريع وتيرة الحصول على اللقاحات

للتصدي لمحدودية القيود المتعلقة بتوريد اللقاحات للبلدان النامية، فقد دخلنا في شراكة مع مرفق كوفاكس، وهو الآلية العالمية التي تهدف إلى إتاحة إمكانية الحصول العادل على اللقاحات لجميع البلدان، والصندوق الاستئماني الأفريقي لشراء اللقاحات التابع للاتحاد الأفريقي ومركز مكافحة الأمراض في أفريقيا ويساندها شركاء آخرون مثل البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، واللجنة الاقتصادية لأفريقيا، واليونيسف. ونحن نهدف هنا إلى إتاحة تمويلنا للبلدان لشراء اللقاحات من خلال كل من هذه الآليات.

وقد بدأت الطفرة الأخيرة في التعهدات بتقاسم الجرعات في زيادة تدفق المزيد من اللقاحات إلى البلدان التي تحتاج إليها. لكن السيطرة على الجائحة تتطلب أكثر من ذلك بكثير، ويجب أن تتحول التعهدات إلى أفعال على أرض الواقع. ونحن نقود فرقة العمل متعددة الأطراف المعنية بتوفير لقاحات كوفيد-19 وعلاجاته ووسائل تشخيصه، التي أنشأها رؤساء صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية لتتبع وتنسيق وتعزيز إيصال لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته ووسائل تشخيصه. وقد أطلقت فرقة العمل قاعدة بيانات عالمية جديدة ولوحات متابعة للبيانات القُطرية لتتبع ورصد الفجوات القائمة في معدلات التطعيم على الصعيدين العالمي والقُطري ومساندة إيجاد حلول أسرع وأكثر توجيها لتسريع وتيرة الحصول على لقاحات كورونا والعلاجات والاختبارات ذات الصلة في البلدان النامية. كما التقى أعضاء فرقة العمل مع المديرين التنفيذيين لكبريات شركات تصنيع اللقاحات لمناقشة إستراتيجيات تحسين سبل الحصول على لقاحات كورونا، لاسيما في البلدان منخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل وفي أفريقيا.

علاوة على ذلك، فإن البنك الدولي شريك في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة)، وهي عبارة عن تعاون بين المؤسسات الصحية العالمية لضمان تكافؤ فرص الحصول على الإمدادات المتاحة من اللقاحات والعلاجات وأدوات الاختبارات للبلدان النامية، ويشارك في قيادة أداته للربط بين الأنظمة الصحية بالتعاون مع الصندوق العالمي والمنظمة.

مساعدة البلدان على الاستعداد لإطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق

إن البلدان النامية لا تحتاج إلى الحصول على المزيد من جرعات اللقاحات فحسب، بل يجب عليها أيضاً أن تكون مستعدة لتوزيعها على الصعيد المحلي.  ولتحقيق ذلك، فإن ما يقرب من نصف الموارد التمويلية التي طلبتها البلدان من البنك الدولي حتى الآن للحصول على اللقاحات يذهب إلى تدعيم أنظمتها الوطنية لتوزيع اللقاحات. ويشمل ذلك تحسين البيانات وأنظمة التتبع، وتطوير سلاسل التبريد، وتدريب العاملين الصحيين، والمشاركة المجتمعية التي تبني الثقة العامة الأساسية في الأنظمة الصحية.

قد أحرز عدد من البلدان بدعم من البنك الدولي في أحيان كثيرة تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة في تدعيم بنيتها التحتية للرعاية الصحية.  ومع ذلك، لا تتوافر لدى بعض البلدان القدرة على تنفيذ ما قد يكون من بين أكبر التدخلات الصحية في التاريخ.

وتظهر أحدث البيانات المستمدة من تقييماتنا لمدى الاستعداد لإعطاء اللقاحات (المعدة بالتعاون مع تحالف "غافي" والصندوق العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية) أنه على الرغم من أن قرابة 95% من البلدان قد وضعت خططاً وطنية للتطعيم و81% لديها تدابير للسلامة، فإن 64% فقط وضعوا خططاً لتدريب العدد الكبير الضروري من القائمين بالتطعيم في هذه الحملة. فنحو نصف البلدان فقط لديها خطط تواصل عامة لبناء الثقة لدى الجمهور وتعزيز الطلب على لقاحات كورونا.

زيادة إنتاج اللقاحات ولاسيما في أفريقيا

خلال معظم هذا العام، تزايد مستوى الوعي بضرورة زيادة إنتاج اللقاحات، لاسيما في البلدان أو بالقرب منها التي تعاني حالياً من نقص الجرعات. 

ومن هذا المنطلق، فقد أقامت مؤسسة التمويل الدولية، وهي ذراع مجموعة البنك الدولي للتعامل مع القطاع الخاص، شراكة مع كل من مؤسسات التمويل الإنمائي الفرنسية والألمانية والأمريكية بشأن استثمار بقيمة 600 مليون يورو في شركة اسبن فارماكير بجنوب أفريقيا التي تقوم بدور رئيسي في إنتاج لقاحات كورونا والعلاجات ووسائل التشخيص والاختبارات ذات الصلة في القارة الأفريقية.

وبالإضافة إلى ذلك، تستثمر المؤسسة في العديد من شركات تصنيع اللقاحات المحلية الصالحة للاستغلال من الناحية التجارية في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل لتوسيع إنتاجها للقاحات كورونا بترخيص أو العمل على إنتاج اللقاح الخاص بها أو كليهما.

إننا بحاجة إلى تحقيق تكافؤ الفرص على مستوى العالم في الحصول على لقاحات كورونا، ليس فقط لأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، بل لأنه الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها السيطرة على الجائحة.  ولهذا، تبذل مجموعة البنك الدولي مع الشركاء الرئيسيين جهوداً غير مسبوقة ليس فقط لمساعدتنا على الوصول إلى هذا المكان الأفضل ولكن للوصول إلى ذلك في أقرب وقت ممكن.


بقلم

ماري بانغيستو

المديرة المنتدبة السابقة لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000