
وقصة التلوث بالنفايات البلاستيكية بدأت كغيرها من الأزمات البيئية، لكنها سرعان ما تطورت لتصبح أزمة اقتصادية وصحية. وتتقاطع هذه الأزمة مع الأزمات الثلاثية لكوكب الأرض التي نواجهها اليوم وهي: التنوع البيولوجي والمناخ والتلوث. ونحن على وشك كتابة الفصل التالي والمهم في هذه القصة.
جميعنا يعلم يقيناً أن التلوث بالنفايات البلاستيكية يجب أن ينتهي؛
ونعلم أيضاً أن تجنب النفايات البلاستيكية وتقليلها وتخفيف كثافتها والتخلص منها على نحو سليم ليس مجرد حسٍ مدني محمود، بل إنه ضرورة حتمية.
بعيداً عن المجتمعات المحلية التي تعاني التلوث بالقمامة، فإن السماء تمطر حرفياً جسيمات بلاستيكية دقيقة، حيث توجد آثارها على قمم الجبال وفي مياه المحيطات. وقد وجدت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية السامة (مواد مضافة إلى المنتجات البلاستيكية) طريقها إلى طعامنا، وإلى أجسامنا؛ أما آثارها الصحية طويلة الأجل فلا تزال غير معروفة.
ونعلم الآن أننا لا نستطيع الخروج من دائرة التلوث بالنفايات البلاستيكية ببساطة، حيث يمثل هذا الأمر بحد ذاته سلسلة من التحديات. ويجب أن يُعطي مسارُ الخلاص من التلوث بالنفايات البلاستيكية الأولويةَ لإستراتيجيات مثل الحدِ من استهلاكنا للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وزيادة مستويات إعادة استخدامها - التي تتيح أفضل فرصة لإحداث تغيير واسع النطاق. ونحتاج أيضاً إلى تحديد أفضل السبل للتعامل مع النفايات المتبقية (وغالباً السامة) في المرحلة النهائية. وأُدرجت جميع مراحل دورة الحياة الثلاث للبلاستيك (المرحلة الأولى، والمرحلة الوسطى، والمرحلة النهائية) في المناقشات التي جرت مؤخراً في الاجتماع الثاني للجنة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بوضع وثيقة دولية ملزمة قانوناً بشأن التلوث بالنفايات البلاستيكية، بما فيها البيئة البحرية INC-2)).
ويقوم الاجتماع الثاني للجنة التفاوض الحكومية الدولية بمناقشة مسألتين، وهما:
- أولاً، ما هي معايير النجاح؟ من شأن وضع المقاييس الدقيقة للمواد البلاستيكية المسببة للتلوث أن تتيح للبلدان والشركات تحديدَ الأهداف وقياس خطوط الأساس وتحديد التقدم المُحرز كمياً. ويمكن أن يؤدي الارتقاء بمستوى البيانات أيضاً إلى جذب الاستثمارات. وسيكون من الأهمية بمكان التأكد من أن هذه المقاييس تناسب البلدان التي تعاني نقصاً في البيانات، وغالباً ما تكون قدراتها وموازناتها قاصرة عن رصد التلوث بالنفايات البلاستيكية أو تتبعه.
- ثانياً، أين ستجد البلدان تمويلاً إضافياً للامتثال للأهداف والالتزامات بموجب وثيقة جديدة لإنهاء التلوث بالنفايات البلاستيكية؟ نظراً لأن الموازنات الوطنية لن تكون كافية، فسيكون التمويل الدولي العام ورأس المال الخاص مفتاحي النجاح المنشود. ويجب أن يكون الوصول إلى التمويل الدولي العام بالسعر المناسب وأن يتم توجيهه بشكل ملائم، ويمكن استخدامه للمساعدة في توجيه السياسات وتدعيم الأسواق. أما رأس المال الخاص فيمكن أن يأتي على هيئة ابتكارات تكنولوجية، وتحصيله من خلال مخططات المسؤولية الممتدة للمنتجين، والرسوم، والضرائب.
و
فلقد كانت المواد البلاستيكية يوماً ما نعمة لأنشطة التنمية، وغالباً ما وفرت وسائل منخفضة التكلفة ومتاحة وسهلة الحمل للمجتمعات المحلية للحصول على السلع الأساسية والموارد وبناء الثروات والإسهام في أنشطة النمو. وفي العديد من المجتمعات المحلية، وبالنسبة للعديد من منشآت الأعمال متناهية الصغر والصغيرة، غالباً ما تكون المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد هي الطريقة الوحيدة المتاحة وميسورة التكلفة لقضاء متطلبات الحياة اليومية، والقيام بأنشطة الأعمال، وكسب المال. ولذلك يجب أن نصمم حلولاً تراعي احتياجات المجتمعات المحلية الأشد فقراً وتأخذ واقعها الفعلي في الحسبان من أجل ضمان "التحول العادل".ومن شأن الإدارة السليمة للنفايات البلاستيكية أن تثبت مفهوم أنه من الممكن للاقتصادات أن تعمل لصالح الجميع في كل مكان، وأن النمو الاقتصادي يمكن أن يساعد في إنهاء الأزمات البيئية بدلاً من أن يتسبب فيها. و
انضم إلى النقاش
انا سعيد ان اكون من المشاركين في هذا النقاش
نعم حقا لا بد من الإدارة السليمة للنفايات حتى نحفف من حدة التلوث البلاستيكي ولكن من الاجدر في المقابل التفكير في الفضاء على مسببات التلوث البلاستيكي من الاساس لان رصد و نتبع التلوث من شأنه تثبيت الاشكالية و ليس السعي الى تغييرها ان الحلول المبتكرة يجب ان تعمل على خلق البدائل لتحقيق الاقتصادات الخضراء او على الأقل خلق بدائل في مستويات معينة تسمح بالاستغناء عن إنتاج البلاستيك و هي كثيرة و متاحة في الوقت نفسه.تحتاج فقط الى معالجة و تخطيط في السياسات الاقتصادية فبدلا من التفكير في تغيير ألوان بعض المنتجات البلاستيكية يجب التفكير في مادة المنتج نفسه.وهذا غير معمول به اننا نحتاج بالفعل الى دفتر شروط جديد يراعي مقاييس الحد من إنتاج البلاستيك وفق اولويات و خصوصية كل منتج بلاستيكي على حده مع مراعاة امكانية التكييف او التغيير في مادة هذه المنتجات البلاستيكية اذ نحافظ على درجة النمو الإقتصادي و نضمن ميكانيزمات لحماية البيئة و بالتالي حماية حياة الأشخاص من خلال اقتصادات صديقة للبيئة على ان لا نفكر في التمويل بالدرجة الاولى بقدر العمل على تصميم الخطط و السياسات الخضراء المرافقة التنمية.
ما هي أفضل الحلول التنفيذية العاجلة والآجلة
النظافة، إحترام البيئة و الآخر هم قيم الواجب زرعها بالتربية و الحفاظ عليها بالثقافة. من هنا تبدأ الحلول ان لم تكن هي الحل بعينه.
تظل العناوين الرئيسيه في ادارة المخاطر غايه تعجز عن تفاصيلها سياسات الدول الأقل نموٱ والاشد ضعفٱ،،
شد وشاج التكامل والتنسيق بين التعهدات وحوكمة الفساد والشراكة بالتوسع القيم خطر اضافي لا أغلب البلدان المعدمه بشأن استيعاب معاير الاستجابه!!!!
thanks for all information
الحياة اصبحت كلها منتجات بلاستيكية و يجب اجاد حلول لاعادة التدوير و الاستعمال خاصة بالدول الفقيرة التشجيع على المشاريع البيئية
ياريت نشتغل علي القضية دي بشكل كبير وفعال وتوسيع دائرة التوعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والبيئية فى معالجة جذور المشكلة وليس ظاهر المشكلة
What about plastic pyrolysis
في دولة مثل موريتانيا مثلاً تمتلك محيط من أغنى المحيطات بالثروة السمكية ومن أحسنها جودة
لكن يلاحظ أنه في السنوات الأخيرة بدأت تعاني من نقص كبيرة مقارنة بالوفرة السمكية التي كانت تحظى بها
ويعود ذلك طبعاً إلى عامل التلوث البيئي وضعف الرقابة البحرية ، التي لا تلزم السفن والبواخر بضرورة تجنب كب النفايات من الزيوت الميتة التي هي أخطر ملوث بيئي ، لأنها تتسبب في نفوق الاسماك مباشرة. وقد لوحظ ذلك أكثر من مرة ، بالإضافة إلى رمي الاكياس البلاستيكيه وبقايا الأمتعة وفضلات الأطعمة وقوارير المشروبات الفارغة
فهل يوجد لديكم مقترح عملي وفني يمكن أن يساعدنا في التغلب على هذه العوامل الملوثة لمياهنا ومحيطاتنا؟
متفق تماما
من المواضيع والقضايا المهمه جدا. والتي تحتاج الى جهود وحلول طارئة لانقاذ كوكبنا من التلوث ودمار، حيويته وموارده