في الوضع المثالي، يجب أن يكون الطفل في سن 10 سنوات على الأقل قادرًا على القراءة والكتابة. لكن هذا ليس هو الحال في معظم البلدان الأفريقية وخاصة ملاوي. فحين كان عمري 12 عامًا، لم أتمكن من القراءة والكتابة أو تهجئة اسمي، وبسبب ذلك، أصبح التواصل أصعب يومًا بعد يوم وفي كل مرة كنت أقف فيها لقراءة كتاب أمام زملائي في الفصل، فكانوا يسخرون مني ويضحكون علي. ونتيجة لذلك قضيت معظم وقتي في المدرسة في عزلة.
لا ينبغي أن يعاني أحد من العار والإحراج اللذين شعرت بهما دائمًا عندما كنت طفلاً بسبب القصور/عدم القدرة على القراءة والكتابة بشكل جيد. إذا أصبحت وزيراً للتربية والتعليم في بلدي، فسأحرص على أن يتمكن كل طفل في سن العاشرة من القراءة والكتابة جيداً. سأبدأ أولاً ببناء العديد من مراكز القراءة في جميع أنحاء البلاد، مركز أو مركزان في كل مجتمع محلي. أحد التحديات التي يواجهها الملاويون هو أنه ليس لدينا سوى قدر ضئيل للغاية من إمكانية الوصول إلى الكتب أو المواد التعليمية وهذا لأنه لا يوجد سوى مكتبة عامة واحدة في كل مدينة. إضافة إلى ذلك، لا يرتاد سوى 20% من السكان هذه المكتبات العامة لأنها بعيدة ومعظم الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف المواصلات.
حين كان عمري 12 عامًا، لم أتمكن من القراءة والكتابة أو تهجئة اسمي، وبسبب ذلك، أصبح التواصل أصعب يومًا بعد يوم.
شيء آخر أود غرسه هو حظر دور السينما المؤقتة المحلية أو مراكز السينما المتحركة غير القانونية، إذ تجتذب هذه المراكز جمهورًا كبيرًا من أطفال المدارس الصغار، ويقضي الكثير من الأطفال الملاويين، خاصة في المناطق الريفية، قدرًا هائلاً من الوقت في مشاهدة الأفلام وغيرها نتيجةً وينتهي بهم الأمر وقد تعثروا في دروسهم. أود أن أقترح استبدال دور السينما هذه بمراكز تعليمية حيث يتنسى للأطفال الحصول على مساعدة إضافية من المعلمين والوصول إلى الكتب حتى بعد ساعات الدراسة.
لقد شهدنا أيضًا تزايدًا كبيرًا في عدد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم في ملاوي. والاضطراب الأكثر شيوعًا هو عسر القراءة، ومع ذلك لا يُبذل سوى جهد ضئيل لمساعدة هؤلاء الأطفال. وتمتلك المدارس العامة في مالاوي القليل من الموارد أو لا تملكها على الإطلاق لتلبية الاحتياجات المحددة للأطفال ذوي التنوع العصبي. ولا يوجد مثل هذا التعليم الخاص إلا في المدارس الخاصة باهظة التكلفة، لكن 75% من سكاننا فقراء. هذا شيء يسعدني إصلاحه كوزير للتعليم. يمكني أن أتيح موارد مثل الاستماع إلى التعاليم المسجلة للطلاب الذين يعانون من عسر القراءة واستخدام الأشكال لمساعدة الطفل على معالجة المعلومات. أخيرًا، سأقوم باستحداث فصول إضافية للطلاب ذوي التنوع العصبي لتشجيعهم ومساعدتهم على تعلم القراءة والكتابة بشكل أفضل.
في الختام، يؤلمني حقًا أن أرى الأطفال الصغار يتسربون من المدرسة بسبب صعوبات التعلم. إن القدرة على القراءة تتيح للناس أن يصبحوا مفكرين مبدعين، وهو أمر أساسي في تطوير أمتنا. الأطفال هم مستقبل أمتنا وأملهم، وبالتالي من المهم أن يتمكنوا من القراءة والكتابة في سن العاشرة.
هذه المقالة هي إحدى المقالات الثلاثة الفائزة بمسابقة مجموعة البنك الدولي ومجلة فاينانشال تايمز لكتابة مدونة.
انضم إلى النقاش